يؤدون عملهم بجد وكفاح، يتحملون كل هذه الأعباء وهم صائمون في نهار رمضان . وجدناهم يحملون المكانس في أيديهم التي أرهقها كثرة العمل، يسيرون في الشارع يجمعون أكياس القمامة المتناثرة هنا وهناك، ويكنسون غبارًا يتطاير رغم معاناتهم مع الصيام.
أصحاب الأيدي التي تكد وتتعب يرفعون أطنان من القمامة والمخلفات يومياً، من اجل إظهار شوارع أسفي والميادين بشكل جيد، ولمنع تراكمها، حتى لا تؤدى لانتشار الأمراض والأوبئة . إنهم يبذلون جهد كبير في نهار رمضان وسط ارتفاع درجات الحرارة مع بداية هدا شهر الكريم . هؤلاء يستحقون التحية والإشادة، على مواصلتهم العمل ليلا ونهاراً في الحفاظ على نظافة شوارع وأحياء حاضرة المحيط ، في الوقت الذي يتوارى فيه الجميع داخل منازلهم.
رغم علامات الإرهاق والتعب التي بدت على عامل النظافة ؛ إلا انه يواصل عمله في صمت وإخلاص في تجميع القمامة، في أجواء الحر والعطش الشديد في شهر الصيام، وذلك مع قلة من زملائه وفي معدات بسيطة جدا تثقل هي الأخرى كاهله .
ولا يختلف حال عامل النظافة عن سابقه؛ فهو يخرج لعمله، ويعود قبيل انتصاف النهار مجهدًا “يقطر العرق من جبينه لا يقوى على الوقوف على قدميه”، بحسب ما يقول.
أما عامل النظافة الأخر، فيشتكي بأن العمل بالنظافة عمل شاق، وعدد العمال قليل، ولا تتوفر وسائل حديثة للتنظيف، خاصة مع العمل تحت أشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة في شهر رمضان . من جانبها ترى إحدى العاملات بالنظافة، بأن ما يزيد من عبء ومعاناة عامل النظافة هو الإهمال الكبير واللامبالاة من قبل المواطنين الذين لا يلتزمون بوضع القمامة داخل البراميل، في وقت أصحاب المحلات يرمون مخلفاتهم في الشوارع والأرصفة بشكل عشوائي ولا ينتظرون وقت وصول عربة النظافة ومرورها بالقرب من محلاتهم .
نتيجة السلوكيات السلبية التي ينتهجها عدد من المواطنين في الشوارع والحارات، يكثر الرمي العشوائي للقمامات المنزلية وبكميات كبيرة يغلب عليها بقايا أصناف المأكولات والمخلفات وهي السلوكيات التي تؤرق عمال النظافة وتزيد من متاعبهم.
في بعض الأحياء قطعانٌ تضم عشرات الرؤوس من الأغنام يقودها رعاة جوالون في الشوارع، لتتغذى على ما يقع في طريقها من القمامة التي تتكوّم في المقالب العشوائية وصناديق القمامة.
مشهدٌ متكرر اعتاد عليه السكان في بعض الأحياء من المدينة ، في ظاهرة خطيرة تؤثر على صحة المجتمع، سواء من خلال قيام أصحاب هذه المواشي في تفريغ براميل القمامة من المخلفات ورميها خارج البرميل، أو من خلال خطرها على صحة الإنسان، لما قد ينطوي على تناول هذه اللحوم من مخاطر وإضرار بصحة الإنسان، نظرًا لسوء تغذيتها وتعرضها لأنواع عديدة من الملوثات .
ويبقى المسؤول الأول والأخير هو المواطن وذلك بضرورة احترامه لمواعيد وتوقيت إخراج النفايات المنزلية.
رمضان، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات .شهر رمضان الكريم، شهر للعبادة والتقرب من الله عز وجل، كما أنه شهر للعمل والكد، كباقي أيام وشهور السنة، حيث قليلا ما يستغله الموظفون أو العمال للاستفادة من عطلهم السنوية أو الاستثنائية.
في هدا اليوم، تحدثنا عن فئات تبذل جهدا مضاعفا خلال الشهر الكريم، هذا الجهد الذي يجعل منها فئة تستحق التنويه والثناء والإشادة . في الساعات الأولى من كل صباح، تجد عمال النظافة من رجال ونساء، بمختلف الشوارع والطرقات، وداخل الساحات والمتنزهات، يقومون بعملهم دون كلل أو ملل .ورغم حرارة الجو التي تتزامن وأوقات عملهم، ترى عمال النظافة هنا وهناك حاملين مكانسهم وساحبين لعرباتهم، وراء الأزبال ومخلفات المواطنين والمواصلات.
ويواصل عدد من عمال النظافة عملهم بمختلف الأحياء والأزقة، حتى منتصف الليل، حيث تلف شاحنات النظافة، لجمع الأزبال وتفريغ عربات الشارع، تفاديا لتراكم المخلفات وانتشار الروائح الكريهة . إلى ذلك، لهؤلاء نرفع القبعة ونقدم أسمى عبارات التنويه والثناء خلال شهر رمضان بشكل خاص وطيلة باقي شهور السنة بشكل عام.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=19824
عذراً التعليقات مغلقة