انتشرت صورة لوجبة إفطار بداخلية ثانوية تأهيلية تابعة لمديرية اليوسفية (الصورة)، في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفضح الصورة الوجبات المقدمة للتلاميذ من نزلاء الأقسام الداخلية، وتكشف في الآن ذاته، أن برامج تجويد خدمات الايواء والتغذية بالأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية بمؤسسات التعليم العمومي، مجرد شعارات جوفاء، تتبدد كما تتبدد الغيوم في السماء، في ظل غياب الرقابة، على الجهات الموكول لها مراقبة التغذية بالأقسام الداخلية..
وهكذا اختارت المديرية الإقليمية باليوسفية، ان تحتفي بالتلاميذ بعد عودتهم من العطلة البينية، بوجبة بئيسة، لا يمكن إلا أن تزيد من حنقهم على مؤسسات يفترض أنها تنتج رجال الغد!!
وحتى تكتمل الصورة، نشرت صفحة محلية عبر الفايسبوك، ما وصفته بتصريح لمسؤول بالمديرية، طلب من خلاله، “عدم الحكم على وجبات الفطور استنادًا إلى الصورة المتداولة، مشيرًا إلى أن هذه الوجبة كانت أولى الوجبات بعد عودتهم من العطلة البينية، وأن القائمة تتجدد باستمرار لتلبية احتياجاتهم الغذائية بشكل متنوع ومتجدد”.
المسؤول ذاته، بشرنا بإنجاز غير مسبوق. يتمثل في كون التلاميذ يستفيدون من ثلاث وجبات، الفطور والعشاء والسحور!!!
وليته سكت هذا المسؤول، وبلع لسانه، عملا بقاعدة السكوت حكمة، لأنه، اختار تبرير ما لا يُبرر، فلا هو فند صحة الصورة وبالتالي صحة الوجبة المقدمة، ولا هو تعهد بتفعيل القانون..
وما دام الشيء بالشيء يذكر، هل يمكن للمسؤول ذاته أن يجيب عن بعض الأسئلة ليس إلا!!
ولكن قبل ذلك، لابد أن نذكر مسؤولي المديرية الإقليمية، بكون تلك الوجبة تشكل إهانة لمنظومة برمتها، سيما ونحن في هذا الشهر الفضيل.
فهل المسؤول ذاته الذي انبرى للتقليل من فداحة الصورة، التي تهز كيان كل إنسان فيه قليل من الآدمية، يقبل لأبنائه فطورا شبيها بذلك الفطور؟ وهل توفير ثلاث وجبات في اليوم، يعتبر مبررا لتقديم وجبة البؤس في الفطور؟ وهل ذلك الرد، هو الرد الإداري والقانوني لمسؤول يفترض أن ينتصر للتلميذ، وأن تتحرك آدميته وما تبقى من إنسانيته تجاه صورة تديننا جميعا، وتسائل كل واحد من موقعه؟ هل التلميذ الذي يتم تجويعه في مؤسسات عمومية، في عز رمضان، وتقديم وجبات البؤس له، من المال العام، يمكن ان تنتظر منه غدا غير البؤس نفسه؟
أسئلة وأخرى، سنفرد لها حيزا ضمن أحد أعداد جريدة الصباح، لنقل واقع يأبى الارتفاع!
المصدر : https://www.safinow.com/?p=19878
عذراً التعليقات مغلقة