عبد الهادي احميمو **** لم أكن أرغب في يوم من الأيام أن أكتب بهذه الطريقة أو استخدم عنواناً لمقلتي بهذا الشكل لكن حجم المأساة كبير وعدم المسؤولية والاستهتار القيا بظلالها على حاضرة المحيط ، ضحى الأسفيون بوقتهم وفقدوا أرزاقهم من أجل أن تكون أسفي مدينة جميلة و رائدة مثل المدن المجاورة لها أو أحسن منها ، في ظل تواجد منتخبين بمختلف انتماءاتهم السياسية، الذين فازوا في الإنتخابات الأخيرة بعدما صوت عليهم الأسفيون وعلى مرشحيهم حسب إختيارات كل واحد على حده .
هذه التجربة تعد مدعاة فخر لهم لقد ثاروا وتطلعوا وعقدوا آمالهم من أجل أن تكون أسفي ما بعد نكسة سنوات ،مدينة ذات مؤسسات دستورية ونظام وقانون بعد أن كانت ما يقارب لأكثر من عشرين سنة منعدمة من كل شيء يوحي بأن هناك مدينة قائمة حسب المفهوم المعاصر لمدينة ما . غير أن المشهد لم يأتِ على قدر التطلعات وأصبحت أسفي مدينة ذات مجلس غير منسجم وكل ذلك نتج عنه تأزم الخلافات والانقسام بين الأطراف السياسية عن بعضها البعض.
هكذا أصبحت حاضرة المحيط منقسمة بين الغرب والشرق والشمال والجنوب وأتبع هذا الانقسام السياسي ، لأحراب سياسية بحجة النهوض بالمدينة إلى الأفضل لقد أصبح من كان يعدهم ليكون سندهم عدوهم ، وطرفا رئيسياً في زيادة معاناتهم اليومية من انقسام سياسي وصراعات قاسية منها ما انتهي ودفعت المدينة فيها ثمناً كبيراً في البطالة والنظافة و التدمر والتهجير لسكانها .
ومع هذا تعمق الانقسام واشتد الصراع على النفود بينهم حتى أصبح كل طرف منهم يدعىّ أنه يمثل الشرعية وأنه الأحق بتمثيل المدينة وأصبح كل طرف ينتقص من شأن الطرف الآخر ويتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه سبب ما وصل اليه حال المدينة من أزمات وبإسقاطه تنتهي كل الأزمات التي تعيشها حاضرة المحيط في هذه الفترة الدقيقة من عمرها حتى أن بعضهم أوهمته شرعيته المنشودة الاستعانة بالأعداء الأكثر نظجا وتفضيل عن مصالحه ما على مصلحة المدينة.
يكفي أيها السادة هذه المدينة الطيبة وساكنتها لا ترغب في هذا الانقسام والصراع الذي ما كان ليحدث أو لينتشر لولا انتهازكم لبعض الأزمات لإقصاء خصومكم وتحقيق أطماعكم |
فلم يكن لأي من هذه الأطراف رؤية تؤسس إلى المشاريع المنشودة أو تقديم أي مشروع يبدأ في بناء عقد سياسي واجتماعي لا ُيقصى فيه أحد مهما كانت زاوية الخلاف . فيه تعصم نظرة المواطن الأسفي وتبحثون فيه عن حلول للأزمات ومشاكل المرحلة الانتقالية بعيداً عن خطاب الكراهية وتفريق الناس .وحتى صوت المجتمع المدني ، والبحت عن رؤية واضحة في التعامل مع أي من هذه الأزمات والمشاكل التي مست الوضع العام وحياة المجتمع بشكل خاص ، بل إنها كانت معزولة عن المجتمع وأزماته غير آبه بالمسؤولية الحقيقة التي يجب القيام بها اتجاه مدينتكم و مواطنيها، بل أنهم اهتموا بالصراع فيما بينكم الذي قد خلا من كل القيم والأخلاق، أصبح كل يرى طرف نفسه أنه الأجدر والأحق بالقيادة فرحا بما لديه.
لقد أصبح من كان يعدهم ليكون سندا لهم بعد الانتصارفي بناء تطلعاته طرفا رئيسياً في زيادة معاناتهم اليومية من انقسام سياسي منها ما انتهي ودفعت المدينة فيها ثمناً كبيراً في الدمار والتهجير لسكانها ومنها ما هو قائم لم ينتهِ بعد ، والأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي تتأزم يوماً بعد يوم في كل الأحياء التي معها أصبحت معاناة الفرد البسيط تزداد تأزماً فهي تسوء يوما بعد يوم،
انهيار في أغلب القطاعات الخدمية في البطالة و النظافة والإنارة بدءاً من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وانقطاعات جزئية في اتصالات الهاتف والإنترنت وصعوبة الحصول على الدواء وصعوبة الحصول على علاج المرضى . لقد أصبحت أسفي توفير لقمة العيش الكريم أمرا غير سهل ، و ارتفاع الأسعار بشكل كبير وصعوبة الحصول على المصروف اليومي والسيولة النقدية في القطاع وأصبح المواطن يتجرع المعاناة ليل نهار.
لقد يئس الأسفيون من هؤلاء المتنازعين ولم يعد لديهم ثقة في أي من الأطراف المتنازعة وأصبح عندهم أن ما يحدث لا يعدو كونه صراعاً على السلطة بين كل تلك الأطراف فقد بينت لهم عديد من المواقف والأزمات أنها كسابقيهم إلى السلطة كل همهم كيف يحصلون على حصتهم من المغانم والامتيازات الشخصية أما المواطن فعليه أن ينتظر ويصبر وأن يسمع الخطب والوعود منهم لا غير، يكفي أيها السادة هذه المدينة الطيبة وشعبها الكريم كل هذا الانقسام والدمار الذي ما كان ليحدث أو لينتشر لولا انتهازكم لبعض الأزمات لإقصاء خصومكم وتحقيق أطماعكم.
لكن وعندما لا يتم الأخذ بعين الاعتبار بكل هذه الأمور لحسم صراع شخصي وتصفية حسابات ذاتية فان أقل ما يجب عمله في هذه الحالة أن تقوموا أنتم أيها المستهترون برمي الرايات وتتركوها لن يستطيعون حملها بأمانة وأما نحن وان لم نكن أصحاب قرار فإننا نرفع في وجوهكم بكل تواضع البطاقة الحمراء وحتى إن بقيتم في أماكنكم فلن تحظوا بثقتنا مرة أخرى ، ولن تكونوا أمامنا سوى مجموعة وأقصد هنا أصحاب الصراع تحتل موقعاً ليست أهلاً له ،نحن ننتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم يأتي فيه من يستطيع قيادة سفينة التحكيم في المحافظة على توازنكم وهو أهل لذلك
بل عليكم أن ترو المشهد أوسع من عينكم وتغييرو عقلكم بمثل عاصفة الحزم لتحقيق الاحلام في أرض يرويها الواقع!! ونسيان الماضي والتفكير في المستقبل!! فهل وصلت الرسالة؟
المصدر : https://www.safinow.com/?p=19901
عذراً التعليقات مغلقة