هناك على مرمى حجر من السحر وقبالة الأفق المُعلق بأسوار الأمنيات، تلوح المدينة للبحر في عناق حميمي، حيث يحلق النور مزهوا بأهازيج الصباح أو ينسحب مثقلا مع هتافات المساء. وهناك، ولدت جدلية التاريخ والعراقة والبحر والطين والسمك، وانبثقت كل شذرات الوجد مشتتة بين خضرة وزرقة. هناك تتربع آسفي، الجوهرة الراقدة على عرش الساحل الأطلنتي، تحيطها هالة النوارس وشاطئ البحر وعين لالة ميرة ورأس الأفعى الشهير ومنتزه سيدي بوزيد ومعلمة قصر البحر البرتغالي ودار السلطان والكتدرائية وأسوار المدينة العتيقة وتل الفخارين..
إنها مدينة واسعة القلب والتضاريس، كثيرة التفاصيل والأحداث، قديمة الحضور، وللعابرين، والفاتحين، وللطامعين كانت، ودائما تكون المقصودة والهدف. سقط على أسوارها دعاة الحروب، سماسرة تقسيم المدن، وانهزم على أبوابها هواة حرق المدن، سقطوا جميعا بين لعنة مدينة رفضت الموت السهل، وبين أرواح من دافع عن آخر حجر في أسوارها العنيدة.
نتمنى ألا تظل هذه المدينة تعاني من اليُتم وتحظى بالتفاتة تنتشلها من واقع التهميــــــش المفــــروض عليها قـــــــســـــرا..
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20077
عذراً التعليقات مغلقة