بقلم عبد الهادي احميمو ***لعلكم تعرفون هذه المقولة الشهيرة التي يضرب بها المثل على الجهل والبلادة، بل على الجنون والحمق..فأنت عندما تسأل شخصا جائعا عريانا مقهور في حياته اليومية لا يجد ما يستر به عورته : وعندما تسأله ماذا تريد وما هو طلبك ؟ فيرد على الفور : أريد خاتما . آشخاصك ألعريان ؟ مهرجان التبوريدة والعيطة ؟ .. هدا المثل يذكرني بإقدام وزارتنا للثقافة و السلطات المحلية بأسفي الموقرة جزاهم الله خيرا على المواطن الأسفي المقهور الذي يبحت عن لتر من الماء للشروب المسكين بكل خير، .. وكأن حاضرة المحيط في أحسن حال بحيث لا ينقصه سوى هاته المهرجانات الضخمة الفاخرة والتي ستكلف صندوق الدولة و المدينة كم من الدريهمات …وكأن المواطن الأسفي يعيش كالمواطن المغربي في عزة وكرامة وفي رفاهية تامة . وطبيعي أن المواطن المزلوط المقهور المرفه من حقه أن يفكر في الشطيح والرديح ولا ضير،الكرشْ الى شبعات كتكول للراس غني … وغني الالا غنوا، لكن هل حالنا كذلك ؟ هل حقا نحن بخير وعلى خير بهذه المدينة المألومة ؟ لاصحة ولا شغل ولا طرقات و لالالالالا . أم أن عوراتنا مكشوفة للعيان ؟ أشْ هاد العْمى الكحل وما هذه البلادة ؟ أهكذا تساس البلاد يا سادة العباد؟
عندما قرأت ذات يوم إنجازات بعض المدن المغربية المجاورة لنا و التي كانت في الماضي لا شيء ” صاحت روحي الله أكبرالله أكبر وسألت نفسي مادا أصاب مدينة أسفي التي تسمى بحاضرة المحيط ، إذن هكذا يكون المسؤول عفوا المسؤولين بجميع أصنافهم ورتبهم من المنتخبين وفينكم أصحاب الوعود الخاوية لهذا نقول لكل منتخب صوت عليه المواطن المقهور إتقي الله في عباد الله .راه يوم القيامة سوف تحاسب عن كل شيء تتجاهله في الدنيا لكن في الأخرة هناك حسان عويص .نحن لاننكر أصحاب النوايا الحسنة لكن على قلتهم هناك أصحاب الفخامة والكرامة والسيارات الفاخرة والكرسي المتحرك وزيد وزيد تل سيدي بوزيد ، تم باك صاحبي ولي عند مو في العرس كاع مايباث بلا عشا ، وخير دليل على ذلك ما وقع عند تسليم إعتمادات مهرجان الغيطة عفوا العيطة .أعتدر لقد خانني التعبير ، لقد نفذ الصبر على أرض الواقع و أقول على أرض الواقع بل أصبح الحسد والكراهية والغيرة وشد لي نقطع ليك هي لغة الحوار بمدينة أسفي بين زيد وعمر والصديص لصديقه ، بل الأكثر من ذلك خبز دار يديه البراني وتيقول المثل المغربي الخيل مربوطة والدمدومة قاضي الغرض ،أسفي ليست كمشاريعها التي غالبا ما تسطر على الاوراق وإذا نفذت تكون مغشوشة حتى العظم- لكن تعودنا على هذا من قبل المقاولين والمسؤولين الكبار- بهاته المشاريع الحيوية التي سيشهد لهم بها التاريخ علي مر الزمن :
هل عندنا الطرقات ممهدة الى جميع الأحياء والدواوير ؟
هل المستشفيات عندنا مجهزة كلها بالأجهزة الطبية اللازمة ؟
هل المستوصفات متوفرة الآهلة بالسكان يا ترى ؟ وهل تتوفر على أبسط الاجهزة الطبية الضرورية كالتلفزة وبعض الادوية الضرورية أم تراها خاوية على عروشها ؟
هل الأطباء المتخصصون في مختلف الأمراض منتشرون في مختلف المدينة هذه حكاية أخرى سنعود لها قريبا ، وكلهم جنود مجندون لتخفيف آلام على المواطن المقهور ومحاربة الأمراض التي باتت تنتشر ين الناس كالنار في الهشيم مثل الضغط الدموي ومرض السكر وهلم جرا ؟ أم أنهم قابعون في كبريات المدن ناصبين شباكهم كالعناكب ينتظرون قدوم المرضى من كل فج عميق؟؟
هل الأرامل والمطلقات والمعوقين والعاطلين والمعطلين من أصحاب الشواهد وغير الشواهد ..يتقاضون مبلغا شهريا ، من حقهم في خيرات البلاد السمك الجبص الفوسفاط الفخار وووو؟ بحيث يقيهم مذلة السؤال ومرارة العيش كما هو الحال في الدول المتقدمة التي تحترم مواطنيها ؟ أم أنه لاحق لهم ولا نصيب في خيرات بلادهم لا من بعيد ولا من قريب ..؟
هل المشاريع التي تنفذ هنا وهنا في هذا القطاع أو ذاك من مبان وطرقات وحدائق الخ تتم على أحسن وجه أو عْلى حقها وطـْـريقها ، أم تكون في النهاية وسيلة لنهب مال الشعب واستغلال السلطة ؟؟
أينكم من أباطرة العقارات الذين يستولون على الاراضي بأثمان رمزية بحجة السكن الاقتصادي ؟ وأينكم من أباطرة الصيد في البحري ومقالع الرمال وهلم جرا و الله إخليها جرَه..؟
أينكم من اللوبي السياسي الفنادقي الذي يتحكم في المدينة من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلى غربها الذي كرس ويكرس حياته للفوز كل مرة بكرسي وثير في البرلمان ورئاسة الجماعات القروية و البلديات و الجهوية والغرف بشتى أنواعها ؟ وكأنهم الوحيدون الذين يملكون دماغا في تجاويف رؤوسهم؟ بالفعل هم هكدا الله يحسن لعوان …
أينكم من البخلاء الظلمة الدين يعيشون من خيرات البلاد عيشة من فئة خمسة نجوم ، ثم لا يدفعون الضرائب المستحقة عليهم ؟؟
هل أعددتم شيئا تواجهون به سنوات عجاف قادمة و لا ريب، وعاما فيه الناس يعصرون ..هل تبنون السدود وتـعدون مصاف لتحلية ماء البحر لإنقاد ما يمكن إنقاده ؟ هل ترون مادا يقع للمواطن الأسفي بسبب ماء الشروب ؟ أم تراكم تعولون على استيراد الطعام و الماء المعدني ؟ إن كان الامر كذلك فأنتم تراهنون على الفرس الخاسر ، لأن الجفاف إذا عم فلن ينفع مال ولا بنون والكل سيقول نفسي نفسي ..
أين وأين وأين ؟
لهذا أقول ما أحوجنا بهذه المدينة الى مسؤولين يكونون شرفاء نزهاء ، يكدون ويجدون ويضحون ويخلصون ، ولسان حالهم يقول لا فخر . وليس الى الذين يفعلون الأفاعيل ..يسرقون وينهبون خيرات المواطن ثم يبررون ويتبجحون ، ولسان حالنا يقول : سير كونْ تحشمْ !
ومن هذا المنبر أرفع قبعتي لرجل أجده مثالا للرجل الصالح في زمن المناكر، زمن النهب والسلب بلا حسيب ولا رقيب: و إلى كل رئيس جماعة قروية أو حضرية أو غرف بهذه المدينة رغم قلتهم ، وأقول هذا لما لمسناه فيه من الجد والإخلاص وصدق النية، فلا يكفي لخدمة البلد أو المدينة والجماعة أن تـتوفر في المسؤول الحنكة والعلم، فكم من مهندس ناجح اتضح أنه ” ….. ” كبير ، وكم من طبيب ذائع الصيت اتضح مع الوقت أنه جزار خطير ..فالأمانة والإخلاص في العمل ، هما جوهر المسؤولية متى كانت وأينما كانت وفيم كانت ..وطبعا لامجال للمقارنة بينه وبين من سبقوه على الإطلاق ، إنه بحق ” المسؤول والمنتخب الصالح ” الذي يقوم بواجبه بتفان وإخلاص ،وضمير حي يشفي غليل الناس.
وأنا إذ أقول هذا، والله يشهد أن ليس لي عندهم ناقة ولا جمل ، فإنما أقوله تشجيعا لهم للمضيً قدما ، في القول والعمل والسر والعلن.فقد كنت ولازلت عبدا ضعيفا يملك :
أيها المسؤول والمنتخب على الله إن لم تستحيي فافعل ما شئت …
نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب و لو نطق الزمان لنا هجانا
فدنيانا التصنع و الترائي و نحن به نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضاً عيانا
فعجبا لهذا الزمان
عينا تنظر الى المناكر تستفحل وتنتشر..
وقلبا حالما لازال يأمل وينتظر.. ولسانا مافتئ يدعو: يا رب إني مغلوب فانتصر..
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20390
عذراً التعليقات مغلقة