في اليوْم الثّاني خرجْتُ مع خالتي ، وكان أوّل ما فعلتْه هو إدْخالي إلى ضريحِ وليّ صالح في ” تلّ الخَزف ” لا أعْرفُ اسمهُ ، لكنْ بدون شكّ هو يعْرفُني ، ويعْرفُ بُؤْسي وحاجتي ، كما يعرف قصْدي نظَراً لتعوّده على استقْبال البُؤساء مثْلي ، وذوي الحاجات المُلحّة ، لتشابُه أفْكارهمْ وطُموحاتهمْ ، ومُحاولتهمْ تسلّق المراتب بدون سلالم ولا أسْباب ، مثْل الّذين يُريدونَ تعلّم اللّغة الإنْجليزية بدون مُعلّم ، وفي خمْسة أيام ! منْ الفوگْ ! إنّها لمُعْجزة فعْلاً ! فما فشِلتْ فيه الطّبيعة يُمْكنُ للْميتافيزيقا أنْ تهْزمه وتُعطّل قوانينه ! تمسّحْتُ به كما أمرْتْني خالَتي فّيطنة بنت السكّاف رحمها الله . وتضرّعْتُ بأهْداب تَابوته لعلّه يجْعلُ حياتي في هذه المدينة أسْهل من مدينة سيدي بنّورْ ! ولعلّ حاميها ، سيدي بومْحمّدْ صالح يكونُ أكْثر حزْماً في إنْقاذ هذا الوافد الجديد ، ممّا فعلهُ سيدي بنّور وأعْوانه ( جْواده ) . كما عزّزتْ خالتي الموْقف باسْتعْمال ألْفاظ جدّ مُؤثّرة لعلّه يتأثّرُ بها فيفْتحُ خزائنه ، أو على الأقلّ يفْتح لي أبْواب آسفي الموصَدة ! لقدْ كان حالي كغريق يتشبّثُ بأيّ شيْء طلباً للنّجاة ، أوْ عطْشان يرى السّراب فيتمنّى اسْتحالتَهُ ماءً زُلالاً !،
فعْلاً لقدْ كان مفْعول التّوسّلات ناجعاً ، إذْ عثرتُ على أصْدقائي ، في صُدْفة غريبة ، كما عثرْنا على شّقّة في بيْت اكْتريْناهُ رُفقةَ أحد الصّيّادين ، منْ منْطقة قريبة منْ منْطقتنا ، ويعْرف دُوارنا ليْس منْ خلال العُلماء وحُفّاظ القراءات السّبْع ، وإنّما منْ خلال أحد مُروّجي الكيف المشْهورين في المنْطقة ، لما لهذه المادّة المُنشّطة منْ مفْعول على الدّماغ تجعلُه في سكينة وهُدوء ولذّة وسعادة une Béatitude أبيقورية Epicurienne ، لا تُضَاهيها إلّا مُنشّطات الفيفا واللّجْنة الأولمْبية ! أخذ يأْتينا كلّ صباح بسلّة منَ السّرْدين الطّري ، نذْهبُ به للْفرْن ، فنوردُه وجْبةً شهيةً تسُرّ النّاظرينَ ، وتسْلُب عُقولَ الجائعين ! رُبّما في الوصْف مُبالغة اقتضتْها جمالية النّصّ ، ذالكَ أنّ سُكان آسفي في هذه الفتْرة كانوا يعيشونَ في بحْبوحة من الوفْرة السّمكية ، وبمئات القوارب والمصانع وفابْريكات السّرْدينْ ، فأيْنما ولّيْت تجدُ الأسْماك ! نحْصلُ عليْها مجّاناً ، ممّا جعل حياتنا أكـثر يُسْراً في غالب الأوْقات ، فضْلاً عنْ تواجُد أصْدقائنا ، الحسنْ والحُسيْن الصّقلّي لمْ يكونوا يبْخلون عليْنا بشيْء ، كما شكّلوا مع إخـوانهمْ بالنٰسْبة لي خاصّةً دعْماً مادّياً ومعْنوياً لا يُقدّرُ بأيّ ثمَن !
انْدمجْتُ بسُهولة في القسْم وفي السّاحة ، وانـسجمْتُ مع التّلاميذ ، رغْم صُعوبة ظُروفي وبُؤْس مظْهري . لقدْ كان للتّلاميذ أُسْلوب ترْبوي يُسهّلُ الإنْدماج l’intégration ، يقومُ على التّضامُن الجماعي ، وتنْظيم مُقابلات في كُرة القدم ، وخرْجات ترْفيهية ، وأخْذ صُور جماعية لا تتْرْككَ تُحسّ بوحْشة المكان ، أوْ التّمييز الطّبقي أو العِرْقي أو الجغْرافي ! وهو ما كوّن لدي شخْصيةً ، رغْم الصّعوبات ، قابلة للتّطوّر والإنْدماج والتّحدي ، ومحوْ نُدوبات les cicatrices الماضي ، وجُروح الواقع الغائرة .
كما كان للْفرنْسيين أُسْلوبٌ في العمل ، يقومُ على عدم التّمْييز بيْن التّلاميذ إلّا على أساس الكفاءة la compétence ، وليْس المُجامَلة ، la complaisance ممّا يُؤدي إلى الشّعور بالعدالة والإنْصاف والمُساواة والموْضوعية l’ objectivité ، جعلتْ مهـنة التٰعْليم تسْتهْوينا ، قبْل مغْربته ، وإصابته بكلّ أمْراض المُجتمع ، وعُيوب العصْر !
ما أصْبح يصْدمُني في السّنوات الأخيرة عنْد الذّهاب إلى مدينة آسْفي الّتي اسْتقـبلتني بالأحَضان ، في وقْت ازْدهارها ثقافياً ومعْرفياً واقتصادياً وسياسياً واجْتماعياً ورياضياً ، وفي وقْت تَيَهاني في شوراعها بدون دليل ولا بوْصَلة ، هو تدهْور حالها وتعَب أهْلها وبُؤْس مظْهرها ، وغزْوها من طرف الباعة المُتجوّلين ، وامْتلاء شوارعها بكلّ أنْواع النّفايات ، منْ قُشور التّين الشّوْكي ( الهَنْدية ) ، وعظام كوز الذّرة ( لكْبالْ ) ، هي الّتي كانتْ تعجّ بالرّياضيين والمُتفوّقين في الدّراسة والمعْرفة والرّقي الحَضَاري ، وتصْدير الأُطُر . بلْ حتى المكْتبة الّتي كُنّا نقْتني منها الكُتب ، ومجلّة العربي الّتي ساهمتْ في تثْقيفنا ، تحوّلتْ إلى محلّ تجاري بعْد انْقراض القُرّاء !
ممّا يجْعلُنا نبْكي مع أبي البقاء الرّنْدي على أطْلالها ، ودكاكينها الفارغة :
لكلّ شيْء إذا ما تمّ نُقْصَانُ
فلا يُغرّ بطيب العيْش إنـسانُ !
هيَ الحياةُ كما شاهدْتُها دُوّلٌ
فمنْ سرّهُ زمانٌ ساءتْه أزْمانُ !
حسَن الرّحيبي..
اليوم الوطني للمهاجر.. مناسبة لتعزيز الأواصر مع مغاربة العالم والوقوف على انشغالاتهم وتطلعاتهم
اهم خلاصات الجمع العام لاولمبيك اسفي، الذي تم عقده أمس الخميس؛ في انتظار بلاغ في الموضوع من إدارة الفريق إسوة بالأندية التي تحترم مكوناتها.
✍️ حضور 34 منخرطا فعليا، وهو نفس العدد الذي عرفه جمع عام يناير الماضي بقيادة رويكة.
✍️غياب ثلاثة أعضاء من المكتب المديري أحدهم جمد عضويته كمنخرط و الثاني و الثالث تختلف اسباب غيابهما .
✍️ الحيداوي يواصل قيادته للفريق و يؤكد للجمع العام أنه مستعد للمغادرة إذا كان هناك من يريد الرئاسة، في غياب أي موقف مخالف و لما كان يروج له البعض، قبل أن يغيروا من لغتهم منتظرين اي جديد فوقي .
✍️المصادقة على التقريرين الادبي و المالي، اللهم إن كان هناك ممتنع أو ممتنعين، ننتظر التكذيب من من يتكلمون في المقاهي فقط .
✍️ رفض مغادرة جل الاعضاء سواء الذين قدموا استقالاتهم التي كانت معروضة على الجمع العام، خاصة استقالتي الكاتب العام احمد بوكطاية…
مهرجان البحر يحتفي بـ”سردين آسفي”
مهرجان البحر يحتفي بـ”سردين آسفي”
هسبريس من الرباط
الإثنين 5 غشت 2024 – 04:44
تنظم جمعية “تيغالين للصيد الصناعي” بآسفي الدورة الرابعة لمهرجان البحر بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، والجماعة الترابية لآسفي، وغرفة الصيد الأطلسية الشمالية، والمكتب الشريف للفوسفاط.
وحسب المنظمين، فإن مدينة آسفي ستحتضن فعاليات المهرجان، الذي ينظم في إطار احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الـ 25 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، في الفترة الممتدة من 9 إلى 11 غشت الجاري تحت شعار “سمك السردين”.
وذكرت الجمعية في بلاغ لها أن المهرجان “أصبح سنة بعد أخرى عنوانا بارزا لمدينة البحر والصيد البحري والتاريخ والأمجاد التي سطرها المؤرخون في علاقة المدينة بالبحر على كثير من المستويات الإنسانية والمهنية والثقافية والاقتصادية والثقافة الموروثة لحاضرة الم…
تكلفة معسكر أولمبيك آسفي بالزيايدة بلغت 81 مليون
مر جمع العام لأولمبيك أسفي ليلة الخميس في أجواء هادئة وبدون صراعات داخلية تقدم رئيس محمد الحيداوي الجمع وإعلانه على استمرار في رئاسة الفريق وإتفقوا الأعضاء المكتب على رفض إستقالتي احمد بوكطاية ودكتور مروان رشيد ورفض تجميد عضويتهم وذلك من خلال إقرار على دورهم وقيمتهم المهمة داخل المكتب المسير. الجمع مرّ في أجواء عادية وكأنه إجتماع بين الأعضاء في ظل غياب الآراء المعارضيين شيء الذي يتبين أن الجميع راضي على تسيير للمكتب المسير الحالي والجهود الذي يبدلها من خلال تجديد العقود للاعبين وبحث عن حلول للرفع المنع في ضل غياب سيرورة المادية.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20491
عذراً التعليقات مغلقة