تستعيد مدينة آسفي مكانتها التاريخية كـ”حاضرة المحيط” التي وصفها المؤرخ الكبير ابن خلدون، والذي أشار إلى المدينة باعتبارها مركزًا حيويًا مرتبطًا بالبحر والمحيط الأطلسي. مهرجان نغمات المحيط، الذي تنظمه جمعية حوض آسفي، يعزز هذه الهوية التاريخية ويؤكد على دور المدينة كهمزة وصل ثقافية بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي.منذ العصور القديمة، كانت آسفي ميناءً رئيسيًا ومدينة بحرية محورية لعبت دورًا بارزًا في التبادل التجاري والثقافي بين القارات. بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي على المحيط، كانت المدينة بمثابة جسر للتواصل والتبادل بين شمال إفريقيا، أوروبا، والأمريكتين، مما جعلها مركزًا للتبادل الثقافي والاقتصادي على مر العصور.مهرجان نغمات المحيط يُعزز هذه الروابط التاريخية ويُعيد التأكيد على هذا الدور الريادي لآسفي كمدينة محورية في المنطقة الأطلسية. يجمع المهرجان فنانين من دول عديدة مثل المغرب، السنغال، الولايات المتحدة، فنزويلا، وغيرها، ويحتفي بالموسيقى والفنون كوسيلة للتعبير عن التراث الثقافي المشترك للدول المطلة على المحيط.بالإضافة إلى العروض الفنية، يقدم المهرجان ورش عمل وندوات تُناقش دور الثقافة في التنمية المستدامة وتعزيز جاذبية المدن الساحلية مثل آسفي. تسعى المدينة من خلال هذه المبادرات إلى استعادة مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية على الساحة الوطنية والدولية، وتعزيز روابطها التاريخية بالبحر.منذ القدم، كانت آسفي معروفة بصلاتها الوثيقة مع البحر، حيث اشتهرت كميناء ومركز للتبادل التجاري بين شمال إفريقيا والدول الأوروبية. هذا المهرجان يأتي ليُعيد تأكيد هذا الإرث الثقافي والبحري ويعزز مكانة المدينة كـ”حاضرة المحيط” في العصر الحديث.في الختام، يمثل مهرجان نغمات المحيط خطوة نحو إحياء هوية آسفي التاريخية التي وصفها ابن خلدون، وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وتجاري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمحيط الأطلسي. هذا المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل هو تجسيد لطموح المدينة في استعادة دورها الريادي كجسر بين الثقافات والشعوب المطلة على المحيط.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20654
عذراً التعليقات مغلقة