الرياضة الأسفية بين الأمس واليوم ؟ن
تعيش الرياضة الأسفية بشكل عام أوضاعا جد مقلقة بالنظر إلى النتائج المتواضعة المسجلة في مختلف الأنواع الرياضية، وتعد رياضة كرة القدم واحدة من الرياضات التي أصابها العقم والجدب بشكل كبير، بفعل الإكراهات المرتبطة في شموليتها بالتدبير الغير العقلاني والشفاف والنزيه، وانعدام رقابة قبلية وبعدية على مالية النادي الأسفي من الجهات المسؤولة على الرياضة محليا
وبغية تسليط الضوء على الإخفاقات الرياضية بالمنطقة، ستعمل جريدة “أسفي الآن” على استضافت عدد من الفعاليات الرياضية بالمدينة ، و تتناولت معهم مجموعة من القضايا الخاصة التي تهم الوضع العام للرياضة الأسفية وكيفية النهوض بها ، وتحقيق النتائج المتوخاة منها ، فكان الحوار التالي.
– الحديث عن مستقبل الرياضة بإقليم أسفي يجرنا بالضرورة إلى استحضار الرياضة على المستوى الإقليمي وقراءة مستواها الفني والتقني، فلا يمكن بأية حال الحديث عن الرياضة الأسفية بمعزل عن الرياضة بالإقليم ، فألعاب القوى الوطنية مثلا لم يعد يسمع لها أي خبر باستثناء بعض النتائج الباهتة التي لا تكشف بطبيعة الحال مستوى الأندية المحلية ، والمجهودات المبذولة، وحجم العدائين الموهوبين الذين تزخر بهم المدينة ، كما أنها لا تعكس الإرادة الحقيقية لتسيير الأندية المحلية لألعاب القوى التي تسعى لإعداد أبطال كبار مثل الأخوين بولامي وكومري وفليل وو ، وكذلك الحال بالنسبة للرياضات الأخرى، إذن، فالإشكال لا يخص منطقة بعينها بقدر ما هو نتاج سياسة رياضية محلية تجريبية عمرت لأكثر من عقود من الزمن، فالرياضة الأسفية لن تستطيع الإقلاع والإشعاع دون تخليصها من الشوائب والإكراهات التي تسيطر عليها وأعني هنا جانب التسيير والتدبير العقلاني لمواردها المالية والبشرية، وفتح الباب أمام الفعاليات والأطر المتمكنة والمتمرسة والنزيهة لتولي المسؤولية.
– في الحقيقة ثمة رؤساء أندية محلية يستحقون التنويه والتشجيع لما يبذلونه في سبيل النهوض بالرياضة المحلية ، ويتعاملون مع أعضاء المكتب بأخلاق عالية، مما يجعل من النادي أشبه بخلايا لصناعة الأفكار، والبحث عن السبل لنشر الفرحة بين الجماهير والمحبين، لكن هناك أيضا من ينشر القرحة بدل الفرحة، وهؤلاء هم من أشارت إليهم المناظرة الوطنية للرياضة بشكل مباشر، غير أن هذه الفئة من المسيرين والرؤساء الذين تجاوزهم الواقع، لم يستوعبوا بعد الدرس وانسحبوا في هدوء، وحتما سينقرضون من الساحة الرياضية بفعل الزمن أو باكتشاف فضائح مالية، مما يشجع على التمرد والانقلابات ضدهم، وهذه الفئة لم يعد لها مكان في مشهد رياضي متجدد يعتمد على التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة في التسيير الجماعي المعقلن، الذي يستمد مرجعيته الفكرية والاجتماعية والتأطيرية والتربوية من المناظرة الوطنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فلا يمكن أن تصرف الملايين من السنتيمات دون تحقيق النتائج والأهداف المسطرة، وطبعا النتائج الجيدة تحتاج إلى الدعم المالي وبنيات تحتية وتظافر جهود الجميع، والعمل الجماعي هو ما نحتاج إليه لتحقيق إقلاع رياضي.
–لذا يجب على أعضاء المكتب المسير لكل لنادي تحمل المسؤولية على الإجابة عنه، وفي اعتقادي أنه لممارسة سليمة لأي إطار يجب الاحتكام إلى الديمقراطية الداخلية باعتبارها المرجعية الأساسية في كل تعامل، لأن غياب الديمقراطية والشفافية يعمق الأزمات ويزيد من حدة الشرخ والتوترات السلبية داخل المكاتب المسيرة، وهذا طبعا يؤدي إلى حصد النتائج السلبية والدوران في حلقات مفرغة وتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا، وهي كلها أمور لا تخدم الأندية ولا الرياضة في شيء، وهذه الآفة تعيشها الأندية التي تدار بقبضة من حديد ويشتغل رؤساؤها في جنح الظلام ويتلذذون بضرب القوانين والأعراف والأخلاق عرض الحائط…إنهم صورة سيئة متنقلة عبر التراب الوطني، إذن فالتسيير الفردي شكل من أشكال اضطهاد الفكر الآخر، وعلى النادي أن ينفتح على الفعاليات الرياضية لخلق تنوع فكري، وهذا ما نريده داخل الأندية الرياضية بالإقليم ، ولا يمكن أن نجزم أننا حققنا الآمال المنتظرة لكننا سنساهم بمعية من سبقونا من المسيرين الأكفاء في خلق نواة كروية تتغذى عليها فرق المدينة .
الذي “سرق” منا العديد من المواهب الرياضية الأساسية في مختلف الرياضات ، وأضيف هنا أن كرة القدم المحلية والرياضات الأخرى تطورت لكن العقليات الرياضية لم تتطور بالشكل الذي يؤسس لممارسة احترافية، إذن فموازاة مع تطوير القوانين والأنظمة لابد من تنقية الأوعية الرياضية من مصاصي الدماء.
– و بكل صراحة لا أريد الخوض في هذا النقاش حتى لا يقال أنني أزكي واستقوي جهة معينة على أخرى، لكن لا بأس بأن أدلي بدلوي في هذه القضية المفتوحة على جميع الاحتمالات، فأوضاع الفرق الرياضية بأسفي عموما لا تشرف أحدا، فالسلطات الإقليمية والمحلية والجماهير والمحبين واللاعبين القدماء يعرفون أسباب تدهوروتردي أوضاعها ، وأسباب تفشي المشاكل العميقة، ويجب أن تؤخذ الأمور بجدية، فقد حان الوقت ليقول الجميع “كفى”، حان الوقت لتصحيح الأخطاء القاتلة، حان الوقت لتطهير الأجهزة الرياضية من الممارسات العبثية، ولابد للرياضة المحلية أن تتنفس الهواء النقي وتنهل من التقنيات الحديثة في التسيير والتطبيب والتمريض والترويض وحتى من التأهيل النفسي، لقد تغيّر الجهاز المشرف على الكرة المحلية وأطل علينا طاقم شاب يجمع بين الخبرة والتسيير العقلاني، وهذه إشارة لنهاية زمن الجاهلية الرياضية لم يعد هناك مكان لعبدة الأصنام والأوثان وصناعهم، الفريق الأسفي يقدم عروضا جيدة منذ انطلاق الدوري الاحترافي لكن هل هذه النتائج الطيبة والمستحسنة ستطبعها الاستمرارية إلى حين الاستقرار ؟؟، ذلك سؤال عريض الزمن كفيل بالإجابة عليه ؟؟،.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20755
عذراً التعليقات مغلقة