السياحة المستدامة بالبادية قصبة دار القايد سي عيسى نموذجا

السياحة المستدامة بالبادية قصبة دار القايد سي عيسى نموذجا

-أسفي الأن
كتاب الرأي
-أسفي الأن22 ديسمبر 2024آخر تحديث : الأحد 22 ديسمبر 2024 - 1:37 مساءً
3 - الدكتور سعيد لقبي **  أستاذ بجامعة القاضي عياض

 في البداية اود ان اتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساهم في تنظيم هذه الندوة الفكرية حول شخصية القائد عيسى بن عمر الذي ارتبط حكمه ونمط عيشه بمكان يحمل الكثير من الرمزية والقدرة على خلق جاذبية سياحية تعيد للمجال اعتباره وتثمن تراثه المادي واللامادي لتحقيق تنمية متعدة الاوجه .

وبداية لنتعرف ولو قليلا على اهمية السياحة عالميا .

I – السياحة حول العالم : ارقام ومؤشرات

مند القدم ، سافر الإنسان من مكان لأخر ولكن لم يكن هذا التنقل دوما للاستجمام قبل الاوبة إلى المسكن ، بل في الغالب ، كانت هناك أسباب قسرية لأراد لها  كالهجرة من مجال اصبحت ظروف العيش فيه صعبة أو مستحيلة أو أسباب اقتصادية كايلاف قريش ورحلتي الشتاء والصيف للتجارة.

وفي العالم العربي الاسلامي ، ارتبطت ظاهرة السياحة – على قلة مرتاديها – بالجانب الديني على رأسها أداء الركن  الخامس ، فريضة الحج او زيارة مكان ذو اعتبار روحي كمقامات او أضرحة لأولياء وصلحاء ، ونذكر على سبيل المثال بأن اكبر سائح في العصور الوسطى ابن بطوطة استهل سياحته برحلة الحج ، كما ان ابن حاضرة المحيط الشيخ ابو محمد صالح الماجري ارتقى الى اول منظم لوكالة سياحة نحو الحج عبر الركب الصالحي  ومحطاته المنتشرة حينها من المغرب الى الحجاز لتوفير فنادق لراحة الحاج وراحلته .

كما ذكر لدى المسلمين بعض المتصوفة الذين ساحوا في الارض لمعرفة الخالق كذي النون المصري والجنيد ، هذا الاخير كان له اعتبار وقدر خاص في بلاد المغرب حتى قال ابن عاشر في اسلام المغاربة المعتدل والوسطي ، عقيدة الاشعري وفقه مالك وطريق ، الجنيد السالك .

أما بخصوص السياحة بمفهومها الحديث ، فقد كانت في اوروبا حصرا على بعض الاغنياء الراغبين في المغامرة لاكتشاف الشعوب والاماكن البعيدة في بوتقة غرائبية exotisme وبعض هؤلاء الرحالة كانت لهم خلفيات استشراقية لدراسة شعوب المنطقة تمهيدا لاستعمارها .

وباعتبار المناسبة شرط والمناسبة هي موعد هذه الندوة وهو شهر نونبر، فقد حدث بأسفي نونبر 1942 ان زار وفد سياحي برتغالي للتعرف على المدينة في الظاهر لكنه في الحقيقة كانت دراسة واستطلاعا مهد للانزال الامريكي بالمغرب والمقاطعة الفرنسية المسماة انذاك الجزائر الفرنسية ، وحدث انزال  اسفي يوم 08 نونبر 1942 وكان ذا تأثير في المجتمع كما غنى المرحوم الحسين السلاوي دخول لماريكان .

والعبرة ان السائح كان ينظر اليه الى وقت ليس ببعيد نظرة تشوبها الريبة.

فيما يخص السياحة بشكلها المعاصر والكثيف والديموقراطي ، فاعتقد بأنه تبلورت وانطلقت بعد 1936 ، بفرنسا خلال فترة حكم الجبهة الشعبية front populaire التي اقرت اصلاحا سوسيو اقتصادي كبير عبر قانون العطل المؤدى عنها les congés payés .

 حاليا وبلغة الارقام ببلغ رقم معاملات القطاع الساحي في العالم حوالي 3000  مليار دوار ويبلغ عدد المسافرين خلال الاشهر السبع الاولى من 2024700 مليون بزيادة %14  ويمثل الاقتصاد السياحي حوالي 4% من الناتج الخام العالمي .

II–القطاع السياحي بالمغرب الواقع والآفاق .

حتى قبل الاستقلال ، كان التوجه نحو التنمية السياحة اولوية بالنسبة للمغرب عبر الترويج لوجهة الشمس والثقافة المتنوعة والتقاليد العريقة . وقد كان لتصوير بعض الافلام العالمية داخل ديكورات تعكس الاصالة المغربية دور كبير رغم ان بعضها لم تطأ قدم ممثليه ارض المغرب كفيلم casablanca.   L homme qui en savait trop

Ali baba et les 40 voleurs أو othelho–الذي صور بالصويرة اسفي والجديدةونال السعفة الذهبية لمهرجان كان. كذلك رسوم بعضالفنانين الانطباعين خصوصا زادت من جاذبية المغرب كوجهة سياحية .

والان يعتبر القطاع 3 مورد للعملة الصعبة ويشغل اكثر من نصف مليون مستخدم بصفة مباشرة .

وتدعيما لهذا المسار ، خصوصا بعد انحسار موجة كورونا ، ما فتئت الدولة وكل اذرعها المؤسساتية تعملعلى تطوير القطاع وتنويعه وتجويد خدماته من اجل الارتقاء من الرتبة 31 عالميا والدخول الى نادي العشرين الاوائل في افق 2030 وحدث تنظيم كأس العالم لكرة القدم .

ولبلوغ هذا الهدف ، ثم وضع برنامجين متكاملين هما خارطة الطريق 2030 و GOSIYAHA مع الاهتمام بالتوجه العالمي الجديد ذو الزحم القوي وهو مفهوم ومخرجات السياحة المستدامة .

وأعتقد جازما بأن عدد من مناطق الظل السياحي بالمغرب والتي لا ينظر اليها الان على أنها ذات جاذبية بإمكانها الاعتماد على مؤهلاتها وخبرة الجامعات الوطنية وحركية مجتمعها المدني ومواكبة منتخبيها والسلطات العمومية من ان بأن تستفيد  من هذه الفرصة التي قد لا تتكرر إلا بعد حين قد يطول امده ، ولكن

III– ماهي السياحة المستدامة ؟الجذور والامتدادات

بدأت فكرة الاستدامة بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية 1939 و 1945 وعودة عجلة الاقتصاد الصناعي الى الدوران بسرعة كبيرة وتلوث متصاعد واقحام مكونات كيماوية متعددة في مجال الاغذية والزراعة .

انطلقت عدة حلقات لأعمال النظر في مستقبل البلاد والعباد بعيدا ، قدر الإمكان عن التجاذبات السياسية والحرب الباردة وأخواتها ، ونذكر على سبيل المثال نادي روما الذي كان من بين اعضاءه المرحوم المهدي المنجرة .

بدأشيئا فشيئا تشتد وطأةتأثيرات التغيرات المناخية ، وندرة الماء والسباق حول مختلف الموارد في ظل نمو ديمغرافي ورفاهية متزايدة مقابل تلوث خبيث .

بدأ الناس يستشعرون هذه المسؤولية الجماعية خصوصا في دول الشمال عبر المناداة بتطبيق سلوكات صديقته للبيئة ولنواميس الطبيعية ، فالأرض أمانة وجب تسليمها في حالة جيدة للأجيال القادمة وفي هذا الاطار انتشرت عادات تناول الاغذية العضوية BIO  وعدم تسريع انضاج المحاصيل slow foodوالتجارة العادلة fair trade

في الميدان السياحي اتجه التفكير الى الحد من تأثير السياحة الكثيفة tourisme de masse والتي اصبحت مرفوضة وتحارب من طرف الساكنة المحلية والاهتمام بظروف الشعب المضيف ومدى استفادته من المداخيل السياحية والاهتمام بثقافات وعادات الشعوب من اجل تعارف اكبر في اطار الاحترام المتبادل وهذه هي الاسس العميقة للسياحة المستدامة التي من توابثها إذن :

  • احترام ثقافة المجال المضيف
  • التقليل من استنزاف الترواث الطبيعية المحلية
  • مراعاة ادماج اكبر عدد ممكن من السكان في الدورة الاقتصادية السياحية

من هنا برزت انماط متعددة منها السياحة الثقافية البيئية البدوية rural

V – مشروع قصبة القايد سي عيسى

ما سأقدمه الان هو ملخص مترجم عن الفرنسية لمداخلة سبق لي تقديمها خلال مؤتمر علمي حول السياحة المستدامة استضافته جامعة laval  بكندا سنة 2016 وتتمحور فكرة البحث recherche – action   حول المساهمة في انجاز نموذج تنموي محلي قروي extra muros قادر على التقليل مندوافع الهجرة نحو المدن وذلك يخلق فرص شغل كريم للشباب مع ادماج معتبر للمرأة القروية .

ويظهر التشخيص الاولى ، انه في ظل التقلبات المناخية  والندرة البنيوية للأمطار في المناطق المعروفة بإنتاج الحبوب وتربية المواشي كمنطقة عبدة التي كانت تعرف عند الفرسيين LA beauce marocaine لغنى ارضها ، غدت الانشطة الفلاحية التقليدية غير مضمونة على المدى المتوسط والبعيد مما ينذر بموجات هجرة جديدة وكثيفة كالتي حصلت ثمانينيات القرن الماضي وما نتج عنها من تضخم احزمة البؤس حول المدن الكبرى، بؤس تمظهر من خلال عنف رمزيولفظي ، ومادي وصل حد التطرف القاتل .

وكما قال ذات زمان ابو السوسيو لوجيا المغربية Paulpascon في المغرب المطر يحكمauMAROC –    c’est la pluis qui gouverne

في هذا الاطار، وضعت لائحة مصغرة لبعض المجالات داخل جهة مراكش اسفي لا تحضى لحد الان بأية جاذبية سياحية قادرة على خلق دورة اقتصادية متكامل كمنطقة دار القايد ، منطقة احمر اليوسفية …

ابتدأ البحثعن مؤهلات مجال دار القايد باستعمال شبكة CERISE REVAIT وفي تقنية لتحديد مكامن القوة وفرص التطوير لمؤهلات وبنيات المنطقة من اجل تحديد التراث المادي واللامادي ومدى قدرته على لعب دور الجاذب للسائح المحلي والاجنبي .

I– التراث المادي

يتوفر المجال على قصبة القايد عيسى بن عمر ، رغم حالة البنايات المتبقية وهذه القصبة هي محور العملية اعتبارا لشخصية القايد ونمط عيشه وتأثيره على المنطقة برمتها.

II– التراث للامادي

توجد بمجال دار القايد وامتداداته تراث لامادي غنى يمكن توليفه في اطار عرض سياحي يدمج الفرجة –الاطعام – المنتجات المجالية ……. / اكسوارات produits derives

وقد اقترحت شعارا تجاريا لقضاء يوم واكثر في هذا الفضاء vie de caid.

بعض عناصر هذا التراث اللامادي فقد قسمتها الى جزئين

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة