
ويظهر من المعطيات الميدانية أن هذه الممارسات المخالفة للقانون تقوض الجهود المبذولة من أجل تحسين خدمات نقل المسافرين بهذه المحطة، التي تعتبر صورة مصغرة للوضعية المزرية التي تتخبط فيها العديد من المحطات بالمغرب ، بسبب عدم احترام بعض الشركات لدفاتر التحملات ، ولجوئها إلى فرض الأمر الواقع على السلطات المختصة، وتقدر بعض المصادر المطلعة أن حوالي50 في المائة من الحافلات التابعة لشركات الخواص أو العمومية تمتنع عن الدخول إلى المحطات الطرقية .
ويبدو أن الوضع ازداد تأزما خصوصا أنه يتزامن مع العطل الذي ترتفع فيه أعداد المسافرين الراغبين في قضاء عطلهم بمختلف المدن المغربية ،
حيث تستغل هذه الشركات هذه الظرفية وتستعين بسائقين مبتدئين من أجل مراكمة الأرباح على حساب سلامة المواطنين ، والأدهى من ذلك أنها تعتمد في ذلك على أسطول يضم الكثير من الحافلات المتقادمة ، حيث يعاني المواطنون من ضعف جودة الخدمات بسبب حالتها الميكانيكية السيئة ،بالإضافة إلى معاناتهم من عدم توفر السلامة الكافية بالمحطة، خاصة في فترة الليل وأثناء الساعات الأولى من الصباح .
وحسب شهادات بعض المسافرين فإن»الشناقة« يكثفون نشاطهم المخالف للقانون خلال عطلة نهاية الأسبوع مع ارتفاع حركة المسافرين،حيث تصل أثمان التذاكر إلى ذروتها ، ويؤدي الازدحام و الاكتظاظ إلى انتشار المضاربة في أسعار التذاكر،وإلى عدم احترام مواعيد انطلاق الحافلات وبالتالي تأخر المسافرين عن الوصول في الوقت المحدد .
ويؤكد معظم العاملين في هذه الحافلات أنهم مرغمون على ذلك وإلا تعرضوا للطرد من قبل أصحاب الشركات ، ففي تصريح لجريدة أسفي الأن الإلكترونية يقول سائق حافلة رابطة بين أسفي والبيضاء إنني أحاول جهد المستطاع أن أحترم القانون ، ولكن مشغلي لا يهمه احترام القانون بقدر ما تهمه( الروصيطا) ولتحقيق ذلك لابد لي ومساعدي أن تتعقبا المسافرين أين ما وجدوا ، حيث نصبح مثل حافلات النقل الحضري .
ويوضح أحد المسافرين الذي كان متجها إلى البيضاء و مراكش في حديث مع لجريدة أسفي الأن الإلكترونية أن» شناقة النقل« يطوقون المواطنين أمام بوابة المحطة ويمنعونهم من أخذ تذاكرهم من الشبابيك المخصصة لهذا الغرض ، ويجبرونهم على اقتنائها منهم بأسعار تصل في بعض الأحيان إلى الضعف، بعد أن يوهمونهم بنفاذها داخل المكاتب ، وهو ما يجعل عدد كبيير من المواطنين يشترونها مباشرة من» الكريسونات«ويبرز هذا المسافر قائلا: » إن المسؤولين يعرفون جيدا هذه الوضعية ، فهناك العديد من الشكايات التي ترفع إليهم يوميا من قبل المسافرين عبر مختلف المحطات ، إننا في حاجة إلى الحماية من المضاربة في قطاع نقل المسافرين ، كما أن السلطات المختصة مطالبة بالتدخل من أجل ضمان احترام شركات النقل لشروط السلامة الطرقية والتزامها بدخول حافلاتها إلى المحطات الطرقية.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20864
عذراً التعليقات مغلقة