سيدي هل أنت فضولي؟!

سيدي هل أنت فضولي؟!

-أسفي الأن
كتاب الرأي
-أسفي الأن2 مارس 2025آخر تحديث : الأحد 2 مارس 2025 - 12:48 مساءً
1111 1 - بقلم عبدالهادي احميمو  *** المتعارف لدى عامة الناس أن «الفضول» بمعنى أن يدخل الشخص بأمر لا يعنيه ، أو تدخُّله فيما لا يخصّه ، أو تعرُّضه لما لا شأن له فيه ، هو أمر سلبي ومذموم ، وقد يستخدم وصف (الفضولي) لنقد البعض أو التدخل في شأن البعض ممَّن يحرص على الاطلاع على أسرار الآخرين ، أو التطفل عليهم ، غير أن هناك فضولًا محمودًا ولا إيجابيًّا ، وهو يخص أولئك الحريصين على معرفة أمر علمي أو معرفي ، أو يكون شغوفًا بالتقصي والبحث والاكتشاف ، والوصول إلى حقائق علمية أو فرضيات مهنية ، وهو أمر إيجابي يجب أن ننمِّيه ، خصوصاً لدى الصغار، وذلك من خلال الاهتمام بما يطرحونه من أسئلة ، والإجابة عنها ، فهي الوسيلة الأساسية لهم في هذا العمر للتعرف والتعلم والعمل على تحفيزهم على الإبداع والبحث والدراسة ، ومن الفضول المحمود أيضاً حرص البعض على المصلحة العامة من خلال التكافل الاجتماعي ، خصوصًا إن كان هناك أمر يمكن إصلاحه وتطويره وتحسينه ؛ في إدارة ما تعنى بشؤون المواطن من أجل الصالح العام ، ومن أجل المنفعة العامة بعيدًا عن التجسُّس على الآخرين ، وكشف أسرارهم ، وإلحاق الضرر بهم .
و من هنا نساءل السيد الرئيس عن بعض الفضوليين بالجماعة لا يرتاح بالهم إلا إذا انشغل بمراقبة الأخرين ومعرفة كل شيء لمتابعة أخبارهم ، وعرف أسرارهم ، وكشف عيوبهم ، ووثَّق حاضرهم ومستقبلهم ؛ من أجل إلحاق الضرر بهم ، والمفاخرة بذلك أمام الآخرين ، وكان له السبق في معرفة كل جديد بشأنهم ، وقد لا يُسمِّي ذلك (فضولًا) ، بل يُسمِّيه (حب استطلاع) على معرفة أسرار الغير للتفشي بها عند الأخرين ، وأمثال هؤلاء تجدهم يُعانون من نقصٍ شخصي وفراغٍ فردي ، فهو يبحث في مشكلات وأسرار الآخرين ؛ ما يجعله مشغولًا ، وما يملي به فراغه ويرضي به نفسه ، وقد ينتج ذلك من أمراضٍ نفسية أخرى ، كالحسد والشعور بالنقص وكراهية الآخرين ، والرغبة في منع الخير عنهم وزعزعة الصلات بين أفراد المجتمع .كل هذه الأشياء وجدناها في شخص ما حصل مؤخرا على منصب مدير ديوان السيد الرئيس .
سيدي من أنوع الفضول التي قد تُسبِّب أحداثًا مروعة ، وقد تكون قاتلًا بأخبار غير مفهومة ومزيفة ، ما يقع في الأماكن العامة و الخاصة ، فكم من حوادث نتجت من خلال فضول بعض الأشخاص الذين يتعمَّدون التوقُّف لمعرفة أي حادث يجدونه في الطرقات ودراسة وتحليل مَن المُتسبِّب، وهناك فضول يأتي في أشكالٍ مختلفة، منها فيما لا يعنيه ومنها (الفزعة و التسرع )، التي قد تأتي من أفراد غير مختصين أو غير مُدرَّبين على تدابير الإدارة السرية ؛ ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية، ويُضاعف المخاطر الموجودة، كما أن هناك الفضول الآتي من إحتقار الغير، التي يحرص الكثير على إستخدامها في بعض المواقف.
(الفضول) المذموم ؛ هو سلوك مؤذٍ ، والإقلاع عنه يتطلب التوجُّه إلى الأمور المفيدة ، واهتمام الفرد بنفسه ، وبإصلاح عيوبه ، والعمل على حل مشكلاته الخاصة ، والبُعد عن التطفل على الآخرين ، وتتبُّع أخبارهم من أجل إشباع رغبته وإرضاء غروره ، فمِن (حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة