

عندما ابحث عن ذاتي أجد نفسي تتصارع مع إرادتي .. ابحث عن شيء مفقود فلا أجده .. كل ما أتمناه يتحول إلى سراب في غمضة عين .. أكاد اشك في نفسي أكاد اشك بروحي وحتى في شخصيتي .لا اعلم من هذا الذي يكون في داخلي ..شيء غريب يجرح شعوري ..ويتفنن بتعذيبي .. ويتلذذ بآهانتي ..
هي روحي التي لم افهمها يومآ ما . أو روح غيري التي اعتبرها روحي
ان تسلسلي بين و هروبي عن البعض هو فراغ الوقت الثالث لا غير . وقد سبق ان اجهضت في فقدان الكثير منهم لا لشيء سوى تسرعهم في المغادرة . وعلى العادة الجارية في الدين الإسلامي ولا اعلم ان كانت موجودة في الاديان الاخرى ام لا يجب تسمية المغادرة قبل دفنها وبذلك أسمته عائلتي ب ( سنة الحياة ) وتم دفنها بحسب مألوفة الله يرحمو كل من مات …
وبعد ما يزيد عن سنين العشرة و ضعت عائلتي طريقة آخرى . فأطلقوا عليها معنى الصدق والصداقة و القرابة عن كاتب هذا المقال و اسموني مغفلا ايضاً . ودارت الايام و السنون و علمت مؤخراً اني اكتسبت اسم اخي الذي ضاع مني . و علمت ايضاً ان الله اراد بيني وبينه الفراق .
فإذا كنت انا احمل اسم اخي , فمن اكون انا ؟ وما هو اسمي ؟
فإذا كنت انا .! لست انا .؟ فمن أكون انا .؟
ما هي ماهية الروح التي امتلكها وروح من هي ؟
فان كانت روحه فلا بأس بذلك , وان كانت هي روحي فلا بأس بذلك ايضاً ولكن البأس كل البأس ان تكون روحانا نحن الاثنين قد حلت في جسدي ,
مَن يدري .؟
واذا كانت روح اخي حلت في جسدي , فأين روحي اذاً.؟ ام انا جسدا بلا روح وبلا اسم فقط مجرد جسم . وان كانت روحي الحقيقية هي التي حلت في جسدي ,
فما اسمي اذاً.؟ روحان في جسد واحد لا يستقيم الأمر لهما بتدبيره , وربما يستقيم ذلك ولكننا نخشى البوح به . فتارة اجدني ذكياً خارقاً للعادة , وتارة اجد نفسي لا افقه قولاً ولا عملاً .
فانا بجسدي واخي بروحه , كيف سيكون حالنا والى ماذا سوف يؤول مآلنا . الميت الحي ام الحي الميت . انها تلاقي الاضداد في الاعداد قبل الاستعداد ليوم التعداد . اي روح تحاسب وايهما تسامح ايهما تعاقب وايهما تثاب وما الذي ينسب الي من الاعمال ان كنت مجهول الهوية والاسم بين البشر .
ان كنت انا لست انا , فمن اكون انا اذاً ؟
اخذت هذه الافكار تتصارع معي في مراحل الصبا والشباب فمررت في احوال غريبة واجواء عجيبة حتى اني كنت اكلم اشباحي وارى من خلالهم عالم آخر بعدَ آخر برزخ آخر . وما اطلبه في يقظتي اراه في منامي عيانا جهارا ليلا ونهارا.
فبات العقل عندي مستودعا لعوالمي لأناتي وآهاتي في سبيل حل جميع مشكلاتي . وليت الامر اقتصر على ذلك , فكم صديقاً عرفته يتحدث مع اخي ويهملني حتى اتركه واقول له انت لست ملهمي وتبعثرت التناقضات في جميع عروق دمي حتى حانت ساعة في يوم له القلب يدمي وليس لات مندمي .
في يوم ما ليس كسائر الايام استيقظت من منامي واجتمعنا خلقا كثيرا من الانام في وئام وكانت وجهتنا بركة ماءٍ لها غورٍ مظلم في الاعماق . نروم تعلم السباحة كأننا في سياحة وفي لحظة ما غرقت انا فكانت النياحة ولفني الموت زمنا لا اعلم قدره .
كل ما اتذكره اني عدت الى الحياة في الوقت الذي كان فيه والدي قد ارسل من يحفر قبري . جرياً على عادة ( اكرام الميت دفنه ) . نعم هذا هو قدري ان يحفر قبري ولا انزل في حفرتي . ووهبت حياة ثانية ربما للمرة الثانية او الثالثة ولا زلت لغاية يومنا هذا لا اعلم كم مت وكم حييت حتى ضننت نفسي اني خالداً .
وبعد هذه الحادثة الموجعة عدت اليَ رشدي وتنبهت لأمري جيدا وانا صافي الذهن متوقد الفكر متحفزا نشطاً محباً شغوفاً لكل امرٍ. فعلمت في سري ان الذي مات ولم يدفن في قبري هو اخي وعلمت اذ ذاك كم هو غبي كاد ان يضيعني بغبائه ويشتتني في افكاره ويسحبني الى مهالكه فحمدت الله وشكرته .
ولازلت لغاية هذا اليوم احمده واشكره وسلمت له امري بالكلية على الفطرة السليمة . وتركت كل عاهاتي السقيمة بعد ان اصبحت رجلاً ذا قيمة بين الرجال انال محبتهم في الحال فسبحان مغير الاحوال من حال الى حال .
ولكن هاجس اسمي لا زال يؤرقني .. فانا لست انا فمن اكون انا ؟؟؟؟
ولنا عودة في الموضوع إن كان في العمر بقية تحياتي …..؟
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21012
عذراً التعليقات مغلقة