

هل خضعوا أم أجبروا على الخضوع أم ماذا حصل بالضبط عندهم ؟ لماذا لا يقومون بجولات تفقدية داخل دوائرهم سائلين المواطنين عما ينقصهم وينغص عيشهم في الحي، ثم يبذل المجهود الكبير كي يأتي بما ينقص أو حتى يوصل الرسالة للمسؤولين الكبار ويدافع عنها.
الملاحظ صراحة هو غياب مثل هذه الأفعال والإجراءات عن عالم المنتخبين والسياسيين بأسفي وبدلها نجد عدم اكتراث بالمشاكل الكثيرة التي تعاني منها الساكنة أو الإقليم بصفة عامة ، وعدم محاولة حلّها فوريا بل إنّ الأمر يحتاج عقد إجتماعات وأخذ قرارات قد تكون في صالح الساكنة، وإن كانت كذلك فهذا لا يعني أن القرارات ستنفذ أكيدا.
زد على ذلك الإغلاق الذي حصل للمقرات الحزبية مباشرة بعد إنتهاء الإنتخابات الأخيرة وظهور نتائجها، المقرات التي توهجت وأضاءت خلال فترة الحملة الإنتخابية من أجل القول بأننا مستعدون للإشتغال دائما وهذا مقرنا الرسمي الدائم، وليس بتاتا بدكان سياسي يفتح أبوابه حينما تأتي المصلحة… لكن ومباشرة بعد إعلان النتائج لا شيء حصل سوى إغلاق تلك المقرات الحزبية إلى أجل غير مسمى، مع أن الوضع الطبيعي والديمقراطي هو أن تبقى مفتوحة في وجه المواطنين طيلة الوقت، بهدف إستقبال شكاياتهم وتقديم التوجيهات اللازمة لهم، ومن ثم دراسة هذه الشكايات في دورات المجلس البلدي أو إرسالها له بشكل رسمي من طرف الأحزاب غير الممثلة داخل المجلس.
هنا فقط يمكننا القول بأن الأحزاب فعلا ليست بدكاكين سياسية بل إنها تقوم بما يلزم في إطار قدرتها… أما إغلاق المقر نهائيا فمعناه نهاية دور الحزب بالمدينة والمجتمع إن لم يكن معناه نهاية الحزب شخصيا.
لذلك فخلاصة الكلام في هذا الموضوع هي أن السياسة بزايو فقدت الكثير من بريقها وشعلتها، وحقيقة هي لا تزال تفقد يوما بعد يوم كثيراً من الأشياء التي كانت تجعلها أكثر تنافسية وأكثر إنتاجا للمناضلين والمفكرين والمحبين للمدينة، ولعل السبب الرئيسي في هذا هو الهرم الذي أصبح عليه المجلس البلدي لأسفي ، هرم يسوده الاكتساح وضعف المواجهة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21017
عذراً التعليقات مغلقة