أين إختفوا المنتخبون بمدينة آسفي ؟

أين إختفوا المنتخبون بمدينة آسفي ؟

-أسفي الأن
اراء بلاقيود
-أسفي الأن9 مارس 2025آخر تحديث : الأحد 9 مارس 2025 - 12:01 مساءً
أين إختفوا المنتخبون بمدينة آسفي ؟
a9725b42 c3d4 485e 9cf7 f2555141f94b - لم يعد صعباً ملاحظة إختفاء عدد من المنتخبينخ عن ميدان الإشتغال ، أي عن الدوائر التي أوصلتهم من خلال أصوات الناخبين إلى مناصب المسؤولية، إختفاء يتمثل في عدم التجول المستمر في الشوارع والأزقة تماما مثلما يقع في الحملات الإنتخابية، لكن هذه المرة بهدف إحصاء مشاكل المواطنين، ومحاولة إيجاد حلول آنية لها عن طريق التدخل الفوري أو عن طريق الترافع داخل المجالس البلدية والإقليمية والجهوية والغرف المهنية و حتى البرلمان عن حقوق الساكنة ومشاكلها، فهل هؤلاء السكان يجدون فعلا من يشكون إليه ما يصيبهم أم أنهم يبقون كما جرت العادة، رهائن لقلة الحيلة وضعف ذات اليد؟ ألم تكن عبارة “نحن معكم” متداولة لدى السياسيين المترشحين إبـّانَ الحملة الإنتخابية من أجل إقناع الناس بالتصويت لهم كي تحل مشاكلهم، أما الآن فصار السؤال “أين هم أولئك النحن؟”.

هل خضعوا أم أجبروا على الخضوع أم ماذا حصل بالضبط عندهم ؟ لماذا لا يقومون بجولات تفقدية داخل دوائرهم سائلين المواطنين عما ينقصهم وينغص عيشهم في الحي، ثم يبذل المجهود الكبير كي يأتي بما ينقص أو حتى يوصل الرسالة للمسؤولين الكبار ويدافع عنها.

الملاحظ صراحة هو غياب مثل هذه الأفعال والإجراءات عن عالم المنتخبين والسياسيين بأسفي وبدلها نجد عدم اكتراث بالمشاكل الكثيرة التي تعاني منها الساكنة أو الإقليم بصفة عامة ، وعدم محاولة حلّها فوريا بل إنّ الأمر يحتاج عقد إجتماعات وأخذ قرارات قد تكون في صالح الساكنة، وإن كانت كذلك فهذا لا يعني أن القرارات ستنفذ أكيدا.

زد على ذلك الإغلاق الذي حصل للمقرات الحزبية مباشرة بعد إنتهاء الإنتخابات الأخيرة وظهور نتائجها، المقرات التي توهجت وأضاءت خلال فترة الحملة الإنتخابية من أجل القول بأننا مستعدون للإشتغال دائما وهذا مقرنا الرسمي الدائم، وليس بتاتا بدكان سياسي يفتح أبوابه حينما تأتي المصلحة… لكن ومباشرة بعد إعلان النتائج لا شيء حصل سوى إغلاق تلك المقرات الحزبية إلى أجل غير مسمى، مع أن الوضع الطبيعي والديمقراطي هو أن تبقى مفتوحة في وجه المواطنين طيلة الوقت، بهدف إستقبال شكاياتهم وتقديم التوجيهات اللازمة لهم، ومن ثم دراسة هذه الشكايات في دورات المجلس البلدي أو إرسالها له بشكل رسمي من طرف الأحزاب غير الممثلة داخل المجلس.

هنا فقط يمكننا القول بأن الأحزاب فعلا ليست بدكاكين سياسية بل إنها تقوم بما يلزم في إطار قدرتها… أما إغلاق المقر نهائيا فمعناه نهاية دور الحزب بالمدينة والمجتمع إن لم يكن معناه نهاية الحزب شخصيا.

لذلك فخلاصة الكلام في هذا الموضوع هي أن السياسة بزايو فقدت الكثير من بريقها وشعلتها، وحقيقة هي لا تزال تفقد يوما بعد يوم كثيراً من الأشياء التي كانت تجعلها أكثر تنافسية وأكثر إنتاجا للمناضلين والمفكرين والمحبين للمدينة، ولعل السبب الرئيسي في هذا هو الهرم الذي أصبح عليه المجلس البلدي لأسفي ، هرم يسوده الاكتساح وضعف المواجهة.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة