بقلم : الطاهر سيومي ** يُعد الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب أحد أبرز التنظيمات المهنية التي تسعى إلى تمثيل مصالح الفلاحين والكسابة ، والدفاع عنها في مختلف المحافل الوطنية، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الفلاحي بالمملكة. فمن خلال دوره الترافعي، يعمل الاتحاد على تسليط الضوء على الإكراهات التي يعاني منها العاملون في الميدان الفلاحي، سواء المتعلقة بندرة المياه، أو غلاء الأعلاف، أو ضعف التغطية الصحية، أو صعوبة ولوج الأسواق.يتميز الاتحاد بحضوره الفاعل في الحوار مع السلطات والمؤسسات الحكومية، حيث يسعى إلى التأثير في السياسات العمومية الفلاحية بما يضمن عدالة مجالية ومهنية، ويساهم في تحسين ظروف عيش العاملين في هذا القطاع الحيوي. كما يقوم بمواكبة الفلاحين الصغار في التكوين والتأطير، ويعزز قدراتهم التنظيمية والتسييرية، مما يمكنهم من لعب دور فاعل في التنمية المحلية . وفي افق توسيع قاعدة التنظيم وطنياً ليشمل مختلف الجهات والمناطق، خاصة تلك التي تعرف هشاشة فلاحية واقتصادية. هذا التوسع لا يخدم فقط أهداف الاتحاد التنظيمية، بل يعزز أيضا من قوة الترافع الجماعي للفلاحين، ويمنحهم صوتاً أقوى في القضايا المصيرية المرتبطة بالماء، والدعم، والأسعار، والتسويق كما يسعى الاتحاد إلى إشراك فئات جديدة من الفلاحين والكسابة من خلال برامج القرب، وتنظيم لقاءات تواصلية، وتأسيس فروع جهوية ومحلية تعكس التعدد الجغرافي والبيئي للمغرب. في هذا السياق، برزت رغبة قوية لدى مجموعة من الفلاحين والمهنيين في إقليم آسفي لتأسيس فرع محلي للاتحاد العام للفلاحين، استجابة لحاجيات المنطقة وتحدياتها الخاصة، وعلى رأسها شح المياه، تراجع الإنتاج الحيواني، وتدهور وضعية النحالين. ويُنظر إلى هذا التأسيس كخطوة مهمة لإدماج فلاحي آسفي في الدينامية الوطنية للاتحاد، وتمكينهم من فضاء منظم للدفاع عن حقوقهم وتطلعاتهم . كما يمكن لفرع آسفي أن يشكل جسراً للتنسيق مع باقي الفروع الجهوية والوطنية، ويسهم في خلق مبادرات تنموية وتعاونية محلية، وتطوير نموذج فلاحي مستدام يعكس خصوصيات الإقليم.
إن الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب يلعب دوراً محورياً في الترافع والدفاع عن الفلاح المغربي بجميع فئاته، ويشكل فضاءً لتنظيم الطاقات وتوحيد المطالب. ومع الانفتاح على مناطق جديدة كإقليم آسفي، تتعزز آفاق بناء تنظيم وطني قوي، قادر على التأثير في السياسات، وتحقيق العدالة الفلاحية المنشودة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21156
عذراً التعليقات مغلقة