يعتبر أمين الكرمة من الأطر التقنية الوطنية الشابة التي يشهد لها الجميع بالكفاءة في مجال التدريب و التأطير التقني في شأن كرة القدم المحلية والوطنية نتيجة تراكم التجربة والخبرة في بطولة الدوري المغربي للنخبة، منذ عدة أشهر يشغلأمين الكرمة مهمة مدير تقني لفريق أولمبيك أسفي فرع كرة القدم، المهمة التي يقوم بتأديتها في الفريق نادرا ما نجدها لدى فرق وطنية عريقة، بحيث العمل والتخطيط العقلاني في تبني مشروع رياضي وفق خطة عمل تتبنى مفهوم الإستراتيجية لتحقيق أهداف منشودة سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، وهذه الرؤية السياسية في تسيير وتدبير شأن كرة القدم غالبا ما تفتقدها جل الأندية الوطنية التي يبقى همها الوحيد تدبير اليومي لشؤون الفريق لإعداده لمباراة الأسبوع الرسمية داخل أو خارج المدينة .
لنساير أغوار هذه التجربة التقنية التقت جريدة أسفي الآن بالمدير الثقني لفريق أولمبيك أسفي فرع كرة القدم أمين الكرمة وأجرت معه الحوار التالي :
- ● هل من الممكن أن تتحدث عن مسيرتك ليتعرف عليك القراء و المتابعين الشأن الرياضي أكثر ؟
■■ بداية مسيرتي الرياضية والتكوينية لم تكن بالمستحيلة في المجال الرياضي الكروي ، لقد تابعت دراستي كسائر اللاعبين بدءا من فرق الأحياء تحت إسم رجاء السعادة رفقة كل من عبد الرحيم ألنظيفي والأستاذ نور الدين الغنبوري بعد دلك التحقت بفريق أولمبيك أسفي عبر جميع الفئات العمرية حتى الفريق الأول الدي حققت معه أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم الأسفية .ألا وهو الصعود إلى القسم الوطني الأول 2004 تم البطولة العربية رفقة المدرب عزيز العامري ، لكن حبي لكرة القدم مند صغري وولعي بها جعلني أحول اهتمامي إلى المجال التكويني في عالم كرة القدم وبالفعل حصلت على عدد من الشواهد كمدرب للشبان ومدرب المراكز التكوينية ومدرب للفرق المحترفة إضافة إلى أنني لازلت أشتغل في الحصول على شهادة تحليل الأشرطة الرياضية معترف بها من طرف الجامعة المغربية لكرة القدم، بعدما أن راكمت تجربة ميدانية مهمة .ولقد قضيت مشواري الرياضي كلاعب وفي نفس الوقت كنت أبحث في مجال التكوين ،لدا كان لابد أن أخد بزمام الأمور في مشواري المهني إما أن أستمر في اللعب رغم كثرة الاعطاب التي كانت تطاردني ،أو أن اتجه إلى مجال التدريب هدا الأخير وجدت فيه كل ما كنت أرغب فيه مند أول تجربتة لي في مجال التكوين،
- ● مادا عن تجربتك خارج المغرب ؟
■■ تجربتي بفرنسا كان لابد منها لاكتشاف مجموعة من الأمور في مجال التكوين والتأطير الرياضي الخاص بكرة القدم الاحترافية ، على جميع المستويات الثقنية والبدنية رفقة العديد من الفرق والأندية الاحترافية بفرنسا. ومن بين هذه الأندية نذكر بالخصوص فريق نين و إ ف س بوردوا وكليغر مون فيرون الفريق الذي لعب له المهدي النملي و تولوز .كما أنني استغلت تجربتي المتواضعة في فرنسا كلاعب وفي نفس الوقت كنت أتابع تكويني للحصول على بعض الشواهد والدبلومات التي تخول لي العمل كمدرب ومؤطر تابع للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. لذا سأكرس تجربتي وخبرتي بهدف تطوير الممارسة الكروية و التكوين الأكاديمي بفريقي الأم اولمبيك أسفي الذي ينتظر مني الشيء الكثير في هذا المجال لرد الدين الدي يوجد على عاتقي.
● حقق فريق أولمبيك أسفي للفئات الصغرى إنجازا غير مسبوقا على الصعيد شطر الجنوب بتأهله إلى مباريات السد لمجموعة من الفئات العمرية ، فأين تكمن عوامل النجاح من رؤيتكم كمدير تقني للفريق ؟
■■ عوامل نجاح فريق أولمبيك أسفي من الصعب أن تجدها في مجموعة من الفرق الوطنية، هناك استقرار تسييري و تقني، هناك ثقة كبيرة، وعندما أقول الثقة فإن المكتب المسير وعلى رأسه رئيس الفريق أنور أدبيرة التمسماني الذي التزم بالمسائل المبرمة في العقد بين الفريق والجامعة ، وحتى أن الوعود التي أعطيت لكي يقوم كل واحد منا بالعمل وفق اختصاصاته دون تدخل طرف ما في مجال عمله تم الإيفاء بها، وبالتالي عندما تلج ملاعب تداريب أولمبيك أسفي تحس بتلك المسؤولية الاحترافية، لأن شروط وأدوات الاشتغال متوفرة لكل ما هو تقني و إداري وطبي للاعب ممارس، وأكثر من هذا هو تركيز السيد الرئيس على العمل وفق الاختصاص تبعا للبرنامج المسطر في المدة الزمنية المحددة له. لكن ليعلم الجميع بأنني مرتبط بعقد احترافي مع الجامعة التي هي الاخرى عينتني بالاشتغال كمدير ثقني بنادي أولمبيك أسفي للفئات العمرية.
● بصفتكم المدير التقني للفريق ما هي إستراتيجية عملكم وفق مشروعكم التقني للفريق ؟
■■ الإستراتيجية التي نشتغل عليها هي مشروع تقني للفريق يمتد إلى سنوات ، وبالدرجة الأولى تأهيل الفئات العمرية للفريق وفق أسس احترافية، ومن بين الأهداف التي سعينا إلى تحقيقها على المدى القصير هو التكوين والانضباط و الاستمرارية ، وبعد دلك يكون الاستقرار في تكوين لاعبين متمرسين تدحرجوا عبر جميع الفئات العمرية للفريق بإقحامهم مستقبلا بالفريق الأول مع نهاية كل سنة. مرورا من الصغار إلى الفريق الأول الدي أصبح في حاجة ماسة للاعبين من أبناء الفريق. لأن مشروعنا يصب في اتجاه فريق أولمبيك أسفي كي يعود فعليا إلى أضواء كرة القدم المغربية، فيصبح للفريق منتوجا وجودة بلاعبين محترفين في كرة القدم الوطنية، وبعد ذلك سيكون الفريق مؤهلا على جميع المستويات كي يصبح بمقدوره البحث عن الألقاب الوطنية .
- ● ماذا عن الأطر التي تشتغل معكم في الإدارة التقنية ؟
■■ الاطر التي تشتغل برفقي هو دافع من أجل الاستمرارية وهذا العمل الذي قمت به يسير ببطء نحو تحقيق البرنامج الدي تم تسطيرها بيني وبين المكتب المسير للفريق ،بل الأفضل في ذلك إدا أردنا تقيم للعمل الدي قمنا به هذا الموسم يؤكد لك سر النجاح الدي لم تشهده الفئات الصغرى بفريق أولمبيك أسفي مند سنوات ، وخير دليل على دلك هي النتائج التي تم تحقيقها هدا الموسم .بل الأكثر من ذلك هاته الأطر التي يتكلم عنها البعض هي متمرسة ولها تجربة كبيرة في مجال كرة القدم لا كلاعبين ولا مؤطرين . لكنني أود أن نقول لهؤلاء من يريد أن يتباهى خارج السرب ، أقول لهم ىأن كل هؤلاء مارسوا اللعبة ولهم دراية كبيرة في مجال كرة القدم ، وأن هذه الأسماء غنية عن التعريف ولاداعي للكلام عنها لان النتائج هي التي تتكلم عن كل واحد من هؤلاء . وهذه الأسماء جعلت من اختياراتي لهذا الجهاز الفني أن اطمئن لهم،
- ● ماذا وجدت في استمرارية الإدارة التقنيةهذا الموسم؟
■■ أولا لابد من الانضباط لأنه مهم جدًا لا بالنسبة للأطر ولا اللاعبين وحتى الإداريين ،كل هذه الأشياء تخلق فريق العمل متجانسا على جميع المستويات،هذا الأمر يساعدنا بشكل كبير على خلق المساحات وتنفيذ مخططنا العملي وفق مشروع حداثي متكامل ، بالإضافة إلى إحساس كل الأطر و اللاعبين بالمسئولية التي راكموها رفقة كل من الفرنسي كوجير لوران وحسن مومن وعزيز العامري. ومازلت أقول إن هناك بعض الأمور التي تنقصنا ونسعى إلى استكمالها. ولكن الأهم عندي هو التكوين والتكوين المستمر للجميع بدأ من نفسي ثم الأطر مرورا باللاعبين ، واي شخص أراد لنفسه التهاون أو ضبط في حالة ما عكس ما نرغب فيه سوف أتصدى له شخصيا ولا مكان له في الإدارة التقنية التي اشرف عليها.
- ● بصفتك كمدير تقني لفريق أولمبيك أسفي ، ما هو طموحكم على مستوى الاستحقاقات المقبلة التي تنتظركم ؟؟
■■ نحن واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا لخوض الاستحقاقات القادمة، كما قلت لنا مكتب مسير واعي بمشروع حداثي بمعية المدرب أمين بنها شم مدرب الفريق الأول ، الدي له نفس الفكرة والتوجه لهذا المشروع .زيادة على ذلك إن العمل الثقني والمشروع الأساسي الدي نريد هو الرفع من مستوى التكوين ، فإنشاء الله سنشرف كرة القدم الأسفية والوطنية بصفة عامة أحسن بكثير من الدي تحقق هذا الموسم ،و سندافع على التكوين للاختيار اللاعب الدي يتوفر على الشروط الأساسية للانخراط في هذا المشروع، لأن هدفنا الأول والأخير هو تكوين لاعبين من العيار الجيد لحمل قميص الفريق الأول مستقبلا خاصة على المستوى الوطني لجميع الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية ،وهدا هو الهدف الدي نستغل عليه مع الجامعة والإدارة الثقنية الوطنية.
● هل فريق أولمبيك أسفي جني ثمار بعض من أهدافه ، وفق ما اعتمده من إستراتيجية على المدى القصير والمتوسط ؟
■■ لقد تحدثت عن ما هو تقني، أما الهدف الأساسي الدي نسعى إلى تحقيقه هو الشروع في تغيير عقلية اللاعب والمؤطر والإداريين داخل محيط الفريق ، فلقد تحققت بنسبة 60 في المأة. وهذا فضل من عند ربي سبحانه وتعالى، ولكن المشروع الكبير لفريق أولمبيك أسفي لا يرتكز على نتائج الفئات الصغرى، بل أن الإنسان يحصل على هذه النتائج لتزكية الغاية الكبرى لأن مسؤولي الفريق منكبين بدرجة كبيرة كي يكون الفريق مؤهلا بلاعبين خريجي الفئات العمرية للفريق ،لكي يلجأ بعد ذلك إلى عالم الاحتراف مستجيبين لدفتر التحملات الذي فرضته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا على مستوى البنيات التحتية، ولا على مستوى الموارد المالية، ولا على مستوى تكوين الأطر التقنية و اللاعبين عبر جميع الفئات العمرية، وحتى على مستوى الموارد البشرية، كل هذه المسائل هي التي نهتم بها بدرجة كبيرة إلى إعادة هيكلة الفريق وفق منظور احترافي لما في الكلمة من معنى، وهذا هو ما يطمح ويسعى له المكتب المسير برئاسة أنور أدبيرة لإنجازه وفق مشروع حداثي في كرة القدم، وبالفعل شرعنا في تفعيله و بلورته على أرض الواقع وفق ماجاءت به الرسالة الملكية السامية للمناظرة الوطنية للرياضة المنعقدة بالصخيرات يومي 24 و 25 أكتوبر 2008.
- ● ما هي مستجدات العمل داخل أولمبيك لأسفي، وكيف ترى مستقبل كرة القدم محليا ؟
■■ في الحقيقة أنا جد متفائل بمستقبل كرة القدم الأسفية لأنني أصبحت أمتلك نظرة شاملة حول المستوى الذي وصلنا إليه الآن، واليوم نمتلك قاعدة كبيرة من اللاعبين الناشئين الموهوبين، لكن كل هذه الاشياء ليست بالنهاية .لابد من التنقيب عن مواهب أخرى التي تختبئ في الظل ونحن مؤمنون بضرورة الاستمرارية في عملنا لأننا مازلنا في بداية المشوار، أما فيما يخص مستجدات عملنا حاليا فقد قررنا مباشرة بعد انتهاء مباريات هذا الموسم أن نستقطب عدد من اللاعبين الناشئين من مختلف الفئات التابعة للنادي وحتى بالأندية المحلية. وإلحاقهم بعدد من المعسكرات التدريبية خلال بداية الموسم المقبل وذلك بهدف تكوين نواة فرق أقل من 15و17 و19 سنة و التي سوف نشارك بها الموسم المقبل ، كما سنركز على تكوين فريق أقل من 21 سنة .
- ● ما هي المعيقات التي واجهت الكرمة ؟
■■ لم تكن هناك معيقات موجودة بشكل جوهري لأن هناك رجالا يعملون ليل ونهار من أجل تطوير كرة القدم الاسفية ، وهناك جنود مجهولون غاية في الروعة واعتبرهم الورقة الرابحة التي لا يمكن أن تترك أية أزمة يزيد عمرها عن اليوم الواحد ،إلا ويتم حلها فلهم مني كل الشكر وهم يستحقون المباركة على ما وصلت إليه الفئات العمرية باولمبيك أسفي هذا الموسم . وجل ها ته المعيقات التي نجدها أمامنا من أناس سامحهم الله قريبين من اللعبة ، لاعبين قدامى ومؤ طرين سابقين بالفريق .وبعض المحسوبين على اللعبة الدي يرغبون بشعاراتهم تكسير أهدافنا ، بعدما تم ردع من كان يتاجر في المواهب الشابة لغرض ما .أنا لست ضد النقد البناء ولكن ضد من يشتم ويحرض على عملنا ،لدا أود أن نقول لهم كفاكم من عملكم هذا و إدا كانت لكم أفكار وتوضيحات تفيدنا فمرحبا بكم ،وصدري رحب لكم ولم ترو مني إلى الشكر والمحبة.لكنني لا أقبل الطعن من الخلف فالفريق ملك للجميع وليس لي ولكم .
كلمة أخيرة
في البداية أود أن نهنئ جل الأطر التقنية والطبية والإدارية التي تشتغل بالفئات الصغرى على المجهودات التي تقوم بها ،وما النتائج المحصل عليها خير دليل على دلك .كما أود أ، نشد بحرارة كبيرة على يد المكتب المسير ،وخاصة رئيس الفريق أنور أدبيرة الدي يعتبر السند القوي لنا في مشروعنا الذي نعمل من أجل.وحتى لا ننسى جماهير ومحبي الفريق بصفة عامة على دعمهم لنا وتشجيعا تهم الأسبوعية خلال المباريات الرسمية ،وأعدهم بأن لاخوف على الفريق بدءا من الفئات العمرية لكي تصبح بالفريق الأول .وأقول لهم الفئات العمرية قادمة وبقوة لحمل المشعل انتظروها قريبا وسوف ترون لاعبين جيدين وكبار.
وحتى لا تفوتني الفرصة نريد أن نهنئ أباء وأولياء اللاعبين على متابعتهم لابناءهم فيما يخص الانضباط والاستمرارية والأخلاق العالية ،لان كل هذه الأشياء هي سبب النجاح .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=102