إن من أسباب تكريس أزمة التعليم وتعميقها ثنائية تعبر عن تناقض خطير لذى عموم التلامذة والفاعلين التربويين، فكيف يعقل أن نجبر تلامذتنا على التعامل في إطار القيام بالعملية التعليمية على التعامل بشكل تقليداني عبر وسائل ديداكتيكية تجعل من الطبشورة والسبورة والمرجع والكراسة الأساس في التلقين والتدريس ؟
في حين ان جيل تلامذة اليوم وجزء من المدرسين ياخد من التكنولوجيا الحديثة الرقمية منها اساس تعامله اليومي فالتواصل والبحث العلمي وكل أشكال التعلم تتم من خلال الهواتف والالواح الإلكترونية والحواسب وهذا يحيل إلى أننا نجبر جيلا بكامله على العودة إلى الوراء وعدم مسايرة روح العصر، علما انه بمجرد مغادرة التلاميذ للفصل الدراسي والمؤسسة التربوية تجدهم منغمسين في عالمهم التكنلوجي بشتى الآليات والوسائل هذا من جهة ،ومن جهة اخرى عدم اعتمادنا على تلك الوسائل التقنية الحديثة في الصف الدراسي بشكل خاص وفي المنظومة التعليمية بشكل رسمي يجعل متعلمينا ضحية التبعية السلبية للتقنية في ظل غياب التوجيه والتاطير التربوي تاركينهم عرضة التأثر السلبي.
خلاصة القول التكنولوجيا والتقنية الحديثة من هواتف ولوحات وحواسيب ضرورة وحتمية فرضت نفسها وجيل اليوم اخدها كأساس لا يمكن الاستغناء عنه ،يستدعي معه الأمر على المنظومة التعليمية إعادة ترتيب الحاجيات وفق متطلبات العصر بمعنى أن كل الأشكال التقليدية لم تعد تشبع حاجيات المتعلم وجزء من الفاعلين التربويين ،بل ما يمكن استنتاجه هو أنها خلقت تناقضا وانفصاما غريبا لذى متعلمي اليوم.
من كتابات المرحوم ذ عبد الجبار بنمباركة
المصدر : https://www.safinow.com/?p=206