” أسفي الأن ” لازال يعيش معظم ساكنة اقليم أسفي في غياب أسواق منظمة ومغطاة تعتمد على الأسواق الأسبوعية لاقتناء حاجياتها الغذائية اليومية من خضر وفواكه ولحم وسمك وتوابل وغيرها، غير أن مشاهد هذه الأسواق أضحت في معظمها مخيفة ومتعفنة، لا تستجيب تماما لمعايير السلامة الصحية للمواد الغذائية.
السوق الأسبوعي سبت أكزولة بقرة حلوب متعفنة
فقد تحوّلت معظم هذه الأسواق بعدما غادرتها السلطة وتسلمها مقاولون مكترون لها الى مرتع للقوارض وأكوام للنفايات، وفضلات الانسان والحيوان دون أن تجد من يسهر على نظافتها بعدما وضعتها الجماعات المحلية في السمسرة العمومية لمكترين لا يهمهم غير تحصيل واجب الصنك بشتى الوسائل وهو ما جعلها قنبلة موقوتة أشد خطورة على صحة الانسان بربوع هذا الاقليم. هذه الوضعية الكارثية وقفنا عليها من خلال جولة قادتنا إلى سوق سبت أكزولة على سبيل المثال لا الحصر.بمجرد الوصول للسوق الأسبوعي سبت اكزولة تستقبل الزائرين روائح كريهة منبعثة بين خيام وطاولات مفروشة لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء يتوسطه فضاء لأكل اللحم المشوي والكفتة، في أرضية السوق بهذا الفضاء يشتم الزائر والمستهلك والبائع روائح تزكم الأنوف حيث تتراكم نفايات السوق بشكل دوري من بقايا سقيط المذابح وفضلات الانسان والحيوان وما الى ذلك من النفايات الصلبة والسائلة، حيث خلقت الظروف المثلى لتكاثر وتناسل الحشرات والذباب والجرذان والقطط والكلاب التي تحوم حول طاولات المقاهي و بائع اللحوم والأدهى من هذا أن رواد السوق من بائعين وزبناء تعودوا على هذه المشاهد والتي باتت جزءا عاديا من يومياتهم. اذ لا يوجد أي فضاء منظم ونظيف للبيع وعرض السلع سواء الغذائية أو غيرها ، فالجراثيم والتعفنات والأوحال شتاء أو الغبار صيفا منتشرة في كل مكان يقول أحد الباعة منذ أن خرجت الأسواق الاسبوعية عنة مراقبة السلطة ازدادت وضعية السوق سوء، اذ أن مرافق السوق الاسبوعي تظل كحالها دون نظافة أو تهيئة واعداد، حيث تتراكم نفايات الأسواق طيلة السنة دون أن يلتزم مكتري السوق الأسبوعي كغيره على تنظيفه وصيانته بشكل يليق بعرض المنتجات الغذائية وغيرها التي تعرض للانسان وليس للحيوان. من جهته اعترف بائع اللحم بالتقسيط، أن حوالي 85 بالمائة أو 100/100 من الأسواق الاسبوعية التي يتوافد عليها بإقليم أسفي تشكل تهديدا وخطرا على صحة المستهلك بسبب تراكم الأوساخ والنفايات، أي بقايا السلعة بالأخص فضاءات بيع اللحو محيث يتجمع الدم. والقاذورات وهو ما يساهم في انتشار رهيب للحشرات والقوارض. وأضاف البائع أن هذه الأسواق تتطلب إعادة نظر من طرف المصالح الجماعية، فالتجار يعانون كما يعاني زبنائهم في صمت أمام تمادي الجهات المسؤولة عن كراء الأسواق الأسبوعية والاستفادة من عائداتها في صم الآذان واغماض العين عن الحالة التي وصلت اليها وضعية هذه الأسواق من حيث التلوث البيئي وبالأخص منذ انسحاب السلطة من الأسواق الأسبوعية وتكفل الفائزين بصفقة اكترائها بعائدات الصنك من جيوب الفلاحين والتجار بل وحتى الزبائن كما يحدث بسوق سبت اكزولة حيث يقف أحد الاشخاص برحبة الزرع ويبتز الزبائن بالأداء عما اشتروه من حبوب وقطاني دون أن يمدهم بالصنك وهذا الأخير مفروض فقط على التجار وبائعي الحبوب وليس على الزبائن، فقد تسبب انسحاب السلطة من السوق في حدوث الفوضى وجباية المال بطرق شرعية وغير شرعية، يحدث هذا طبعا أمام انظار الجميع بما في ذلك السلطات المحلية .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=2374