جزولة ذات الإشراقات التاريخية تتطلع لزيارة ملكية

جزولة ذات الإشراقات التاريخية تتطلع لزيارة ملكية

2019-03-10T16:33:56+01:00
مع الجماعات
10 مارس 2019آخر تحديث : الأحد 10 مارس 2019 - 4:33 مساءً

لعضراوي: جزولة ذات الإشراقات التاريخية تتطلع لزيارة ملكية

جزولة تقاطع جغرافي بالتاريخ والحكاية الشعبية والاغاريد الرعوية العميقة والتصوف الروحاني. ارض الأولياء الأطهار الذين ما تزال الرواية الشعبية تحكي عن كراماتهم وتصاريفهم الشيء الكثير. جزولة نسبة إلى الشيخ الجزولي رحمه الله صاحب دلائل الخيرات الذي سكن على الربوة الشمالية المطلة على الوادي الذي صار الآن بحيرة آسنة وغابات من شجر الأوكالبتوس، ما يزال أثر إقامته ماثلا حتى الآن، كان حوشا من الحجارة وبني ضريحا ليستقطب الناس في مهرجانات الصيف وتنشط سوق البيع والشراء والترفيه والأغاني الشعبية والتراث. وعلى الرغم من وجاهة الفكرة وصوابها لم تجد من يتعهدها ويرعاها بما يكفي لتستمر. كان الشيخ يتعبد هناك خفية جراء التضييق عليه من قبل احد الحكام هناك الذي مر عليهم التاريخ ورماهم في مزبلته لا نعرف عن اسمائهم شيئا، وبقي الشيخ وكتابه الشامخ تتداوله الألسن وتنعم ذكره المجالس. حين حتى غادر الشيخ المنطقة نحو سوس حيث بقي هناك الى أن وافته المنية، بكت عليه الأرض التي لن يطأها بعد والحجارة والأشجار والكائنات هناك التي لن تراه ابدا وما عرف بحقه البشر الا حين مرت السنون وصار أحد رجالات مراكش السبعة.

سبت جزولة نقطة استراتيجية وتاريخية هامة،حيث مر منها العديد من الزعماء والسلاطين والقادة التاريخيين الكبار. ففي بداية القرن العشرين وبالضبط سنة 1908مر منها جيش الشيخ ماء العينين الهيبة الذي “كان متوجها إلى مراكش لمحاربة المستعمر الفرنسي وإعلان الجهاد لتحرير البلاد” (الناصري) وأقام في جزولة التي كانت تفتقر إلى الماء العذب فأمر رجاله من قبيلة جزولة السوسية بحفر آبار سميت باسمهم حتى الآن (وثيقة شفوية مدونة) وهي آبار جزولة ذات الماء المتميز والتي غرقت كلها في بحيرة الواد الحار بسبب إهمال وتهاون المسؤولين، وأصبحت في خبر كان وهي جريمة سيشهد عليها التاريخ القريب أو البعيد على حد سواء.

كانت مياه آبار جزولة مضرب المثل في تلك الربوع ولا يعد الشاي الأخضر المنعنع في عبدة إلا بماء جزولة بفضل نكهته الخاصة. عندما دخلت فرنسا سنة 1912 قامت بحفر المزيد من الآبار في نفس الموقع في منحدر جزولة وحفرت في مناطق أخرى أيضا؛ منها “زارابة” و”زايات” و”هديل” واستخرجت المياه الجوفية التي استعملت في الشرب والتناول المنزلي.

اما بالنسبة للملوك والسلاطين العلويين، فقد كانت جزولة دائما محط اهتمامهم منذ السلطان مولاي الحسن الأول

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات