ألفنانة التشكيلية نجلاء لحبيبي من مواليد مدينة أسفي ،تربت داخل بيئة اجتماعية متوسطة ، الأب أستاذ بقطاع التعليم بفكر سياسي اتحادي والأم موظفة بقطاع الصحة ،عاشت الفنانة نجلاء طفولة جميلة كانت سببا في صقل إحساسها المرهف متأثرة بأناقة الوالدة وجمالها ورقيها في تأثيث عش العائلة،وانتقاء كل ماهو جميل , تلقت أذناها الصغيرتان فترتها موسيقى أصيلة وهادئة مما ساهم في تهذيب ذوقها الموسيقي على نغمات الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ، نعمت بدفء عائلي له سمة خاصة بالعائلات والأسر المغربية عززتها زيارات أسبوعية لبيت العائلة الكبيرة بمعية إخوتها الأربعة .
تلقت الفنانة الآسفية التشجيع على الرسم منذ سن الأربع سنوات بمؤازرة الأسرة .وكان تعليمها بالمدرسة العمومية المغربية ،حاصلة على باكالوريا شعبة العلوم التجريبية ،وقد أبدت نجلاء رغبة ملحة في الالتحاق بمدرسة الفنون التشكيلية بمراكش،لكن خوف العائلة المغربية المرتبط بالهوس على الفتاة ,حرم نجلاء من تحقيق حلمها في مداعبة عالم الفنون التشكيلية ومحاورة الريشة والألوان ،لتتخذ لها مسارا تكوينيا آخر قادها إلى عالم الدراسة بالقطاع الخاص في فن تصميم الأزياء استغرق منها مدة سبع سنوات تنقلت خلالها بين مدارس خاصة بكل من أسفي ،البيضاء وطنجة ،حيث يمكننا القول بكون الفنانة التشكئلية نجلاء لحبيبي حاصلة على سنوات تكوين تخصص تصميم الأزياء قاربت عدد سنوات نيل دكتوراه بالنظام التعليمي المغربي…
وبالنسبة للشق التكويني فقد خاضت تجربة تأطير من طرف كل من الفنان التشكيلي والأستاذ المتخصص في نفس المادة “يحيى المعزوز” بمدينة سطات والفنانة التشكيلية الفلسطينية المقيمة بالديار الأمريكية “جميلة الهيبة” كانا بمثابة الساهرين على تأطيربحث الدكتوراه بطعم عصامي يدخل في إطار بناء الذات … في عالم الفن التشكيلي من خلال المواكبة المستمرة والتوجيه ،حيث كان لهما الأثر في رسم ملامح مسار نجلاء الفني الابداعي, وتمتد نفس المواكبة وبنفس الوتيرة من الدعم والتشجيع الى حدود الساعة من خلال برمجة مجموعة الأنشطة الفنية لنجلاء من طرف الفنانة التشكيلية الهيبة باقتراحها بمجموعة من محطات العروض التشكيلية بالمغرب.
“أرسم لكي أكون “… هذه هي الكلمات التي أجابت من خلالها الفنانة نجلاء عن الدوافع الحقيقية التي رمت بها في هذا العالم حيث اعتبرت الرسم ترجمة حقيقية عن كل إحساس وشعور ذاتي، ولم تفكر يوما في الرسم طلبا للشهرة …بالرغم من كون فكرة عرض أعمالها كانت من وحي وتشجيع قوي للمرحومة والدتها…لكن شاءت الأقدار أن يتحقق هذا الحلم في ظل غياب قسري للأم بعد سنة على رحيلها …
وكانت البداية بإطلالة أول عرض بالعاصمة مراكش الحمراء بالمسرح الملكي سنة 2017 والذي كان من تنظيم إحدى الجمعيات الرائدة وهي جمعية النخيل …
أما عرضها التشكيلي بعاصمة المحيط – أسفي – فدشنته من الباب الواسع بمباشرة معرض فردي بتاريخ 10/03/2018 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمدينة الفنون والذي شهد تقديم العون والتسهيلات اللازمة من طرف الساهرين على الشأن الثقافي بالإقليم ممثلين في أطر وزارة الثقافة , زكاه حضور متميز و وازن من داخل وخارج الإقليم ،كما لاقت من خلال تجربتها هذه احتضانا من لدن الوسط الفني بحضور أسماء من العيار الثقيل أمثال الفنانة التشكيلية حياة الحلاوي،وزينب أجبار الفلاح ,حيث نالت الفنانة نجلاء لحبيبي صك الاعتراف من طرف مدارس تمثلها هاتين الفنانتين العصاميتين ,والذي تعدت لوحاتهما حدود الوطن …واعتبرت الفنانة نجلاء أن أول تجربة لها بعاصمة المحيط ناجحة بامتياز ,من خلال مؤازرة الصديقات والأصدقاء والأسرة ،ولم تفتها المناسبة لسرد بعض الأسماء على سبيل الاعتراف مؤكدة أن اللائحة تعدت هؤلاء, لكن تضيق لائحة سرد أسماء الجميع مقتصرة على من ينوب عنهم وعنهن ك ربيعة بزناد ،مثال الزيادي ،سمحمد حبوبي ،سمحمد حسني …
وفي حديثها عن طبيعة الاتجاه او المدرسة الفنية التي تنتمي اليها أعمال نجلاء الفنية أكدت أنها عرجت على رسم كل ماهو جميل حملها تارة بين الواقعي ،التجريدي والسريالي ….إلى أن وجدت ضالتها في طابع خاص يكاد يشكل اتجاها فنيا متفردا قريب شيئا ما الى الفن التجريدي …وهو الذي لمسته من خلال تفاعل لوحاتها مع المتلقي الذي لمس فنا مغايرا وأسلوبا مغايرا …أما طبيعة المواد التي تشتغل عليها الفنانة نجلاء كأسناد ومواد أولية فنجد الصباغة المائية، الجيلاتين ، الثوب “لاتوال ” الخشب ،الرمل مما جعل لوحاتها تتسم بالتنوع …
نجلاء اعتبرت أن سنوات تكوينها في حقل تصميم الأزياء والذي فاق سبع سنوات في تخصصات مختلفة جمعت فيها بين الطريقة الفرنسية ،الإيطالية و البلغارية كان له التأثير الكبير في رسم ملامح مسارها بالفن التشكيلي …والذي جمع بين مكونيين اثنين وهما le stylisme et le modélismeأي الجمع بين مكوني الخلق والإبداع ثم التطبيق ,وهو الشيء الذي تمت ترجمته وتفاعلت مكوناته داخل لوحاتها الفنية …
وفي الأخير لم تفت الفنانة التشكيلية نجلاء لحبيبي الفرصة للتعبير عن امتنانها عن كل من ساهم في إخراج تجربتها للعلن ومن دعم حقيقي للأسرة ممثلة في والدها الإطار التربوي لحبيبي وزوجها وكل من آمن بموهبتها …متمنية في نفس اللحظة مشاركة المرحومة والدتها لها هذه اللحظة من التتويج بعد أن شكلت دائما لها ذلك السند والتشجيع ومدها بكل طاقة ايجابية للمضي قدما للتعبير عن التجربة الإنسانية في قالب فني إبداعي عنوانه الفن التشكيلي المعاصر …
.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=35