وقد عرفت هذه الصناعة فترة ازدهار كبير في منتصف القرن السابع عشر بعد مجيء بعض الأسر الفاسية المتعاطية لنفس الحرفة، إلا أن لقفزة الحقيقية كانت مع مقدم بوجمعة العملي الذي قم من مركز مصلحة الفنون التقليدية الجميلة بالجزائر سنة 1918، بدأ هذا الأخير في تهيئ أفرانه و خلق ورشات عمل لتكوين الحرفيين بالتل المعروف بالربا طيا فوق ضريح سيدي عبد الرحمان مسعود، و تكونت على يده مجموعة من الحرفيين الذين أسسوا ورشاتهم و معاملهم وطوروا هذه الصناعة.
وقد استقرت هذه الو رشات في المكان المعروف بتل الفخارين و باب الشعبة حيث تنتصب عدة أفرنة يتصاعد منها دخان الحطب . إن أول مرحلة في الصناعة أخزفية هي مرحلة جلب الطين من ضواحي المدينة و خاصة المتواجدة بدار القايد سي عيسى و يتم تجميعه في ساحات مواجهة للوشات و عندما يصبح يابسا يقطع أو يكسر بآلة خشبية تسمى النحيم، و يخلط بعد ذلك بالماء مع الدلك بالأرجل حتى يصبح عجينا قابلا للتمطيط و التمديد إذاك تبدأ عملية إخراج القطع الخزفية أما عن طريق القولبة بالنسبة للقطع الصغيرة أما الكبيرة فيتم استعمال اللولب المدار بوساطة الأرجل قصد تكوين أشكال محددة منه عبر أيدي متدربة.
و عندما تشكل القطع تعرض على أشعة الشمس لفترة معينة ثم تدخل الفرن لتخضع لعملية الطبخ الأولى. بعد ذلك تأتي مرحلة الزخرفة و هي المعروفة بالزواقة التي تعتمد على المهارة اليدوية في تكوين رسوماتها و خطوطها الموزعة على عدة تغييرات، ثم تطبخ من جديد لتأتي مرحلة التلميع و الطبخ للمرة الأخيرة حين تصبح جاهزة للعرض.
و تتوزع الصناعة الخزفية بآسفي إلى عدة أنواع إنتاجية. منها القطع المنزلية ، الديكورات صناعة القرميد لتزيين البنايات و لعل الواقع الحقيقي لظروف عمل الحرفيين يكشف زيف سالوجه اللامع للقطع الخزفية ليظهر الوجه البائس و المأساوي للصانع أو الحرفي ، فالحرفيون هم في الغالب مستخدمون عند أشخاص و وظفوا أموالهم في هذه القطاع لضعف إمكانيات الصانع و عدم قدرته على غشاء ورشات خاصة و يعمل الحرفي أزيد من 10 ساعات في اليوم داخل غرفة شبه مظلمة و الأرجل منغرسة داخل حفرة تدير قاعدة اللولب مع الرطوبة و الطين المبلل مما يسبب خطر الإصابة بامراص خطيرة كالروماتيزم .
كما أن الأجرة الهزيلة تزيد من مأساة الصانع الذي أصبح واقعه الحالي أسوء و مستقبله مجهولا أكثر رغم أنه يخدم بلده ووطنه .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=3901