ومن ضمن هذه المآثر الضاربة في عمق التاريخ : قصر البحر البرتغالي الذي يقع بالزاوية الجنوبية الغربية للمدينة العتيقة، يحده شمالا المرسى القديم، وجنوبا لاكورنيش أموني، وشرقا شارع الميناء أما غربا فهو يعانق أمواج المحيط الأطلسي الذي وطأته أقدام جيوش عقبة بن نافع الفهري حاملا معه رسالة الدعوة الاسلامية.
شيد هذا الحصن من طرف البرتغاليين سنة 1508 ميلادية، وتكمن أهميته التاريخية في كونه بني في هذا الموقع لتأمين الدفاع العسكري لآسفي أيام الاحتلال البرتغالي من الناحية الجنوبية على الواجهة البحرية بموازاة مع القصبة العليا (أو القشلة حاليا) التي كانت تؤمن الدفاع من الجهة الشرقية .
ولعب كذلك دورا كبيرا في تخزين السلاح والعتاد الحربي . لقصر البحر بآسفي مكانة متميزة في العمارة البرتغالية، ويعتبر تراث معماري مغربي برتغالي كإرث حضاري مشترك، وقد بني اعتمادا على الفن المعماري الايمانويلي الذي يمثل أرقى ما وصل إليه الفن البرتغالي آنذاك تحتل هذه المعلمة مساحة 4000 متر مربع تقريبا، يبدو قصر البحر لأول وهلة أنه بناية موحدة، إلا أنه إذا أمعنا النظر فسوف نجده يحتوي على قسمين من البنايات : قسم خارجي وقسم داخلي فالقسم الخارجي مكون من الأسوار السداسية الضخمة التي لكل واحد منها طابعه المعماري الخاص، خصوصا السور الجنوبي المزود ببرجين، أحدها ملتصق بالسور والآخر يقع خارجه يسمى (البرج البراني) والخلايا الأربع أو المخازن التي تعلوها البطارية إلى جانب العقبة المؤدية إليها، ثم الساحة يتوسطها جب أو مسقاة.
قصر البحر هذا منصف ضمن المآثر التاريخية بظهير 7 نونبر 1922 الموافق 17 ربيع الأول 1341 والمنشور بالجريدة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=3911