بقلم .. يوسف بوغنيمي**منذ بضع سنوات -3 س- كنت قد أجريت حوارا صحفيا مع احدى السيدات بمدينة أسفي نشر باحدى الصحف الورقية , الحوار كان يستهدف تسليط الضوء على بعض النساء الآسفيات العاملات بمختلف المناحي المجتمعية , بقطاعات شتى ,في تجربة سعينا من خلالها لاقحام اسماء نسائية في المشهد الاعلامي الذي ظل ذكوريا لردح من الزمن , السيدة تم اقتراحها علي من طرف أحد قيدومي الحقل الصحفي بالاقليم في تجربة صحفية سابقة جمعتني بأستاذي ذاك قبل أن يشق كل منا طريقه بعيدا عن الآخر , حقيقة السيدة لم اكن اعرفها حق المعرفة وكنت اسمع عنها بالاسم فقط , ونظرا لضيق الوقت ولمجموعة من الالتزامات كنت أجنح الى الاكتفاء برقم الهاتف لاجراء حوارات ,بعد تجميع معلومات عن الشخص المستجوب وهو اجراء عملي طالما اعفاني من بعض المواقف والحركات التي لا احبذها ..ويوفر لي الوقت والجهد .المهم أن تلك السيدة رسمت لي صورة مثالية وقدمت لي نفسها ملاكا في عباءة انسانة تجمع بين العمل الجمعوي و.ووتنتشل الانسان لا لشيء سوى لانسانيتها وانسانيته و.وانها قد تضطر لمغادرة فراشها ليلا لتقديم خدمة اجتماعية ..لمريض.. ..معللة ان شعبيتها التي لاتقهر مصدرها حب الناس وليس عملها ضمن مرفق عمومي …, المهم المقال خرج الى حيز الوجود واتصلت بها لاخبارها بالنشر , وتبادلنا عبارات الشكر والتقدير وسوقت المقال بين معارفها وصديقاتها وو……وولكن حبل الكذب قصير , ماهي سوى ايام حتى اتصلت بي احدى السيدات – ابنة الجيران – بالحي الذي ترعرعت به – سيدي عبد الكريم – والتي كانت تداوم على أخذ والدتها لاجراء حصص لتصفية الدم ( دياليز ) بمستشفى محمد الخامس , وكلما التقيتها كنت أسألها بين الحين والاخر عن صحة والدتها وكنت اشجعها على تحمل تلك الاعباء والمضي قدما في جني ثمار ” رضا الوالدين “, اتصلت بي من قلب مستشفى محمد الخامس وهي تولول وتستغيث و تستجدي توفير ساعفة مجهزة لنقل والدتها الى المستشفى الجهوي بمراكش بعدما اصبحت حالتها مستعصية …وكنت حينها أتواجد بمدينة اليوسفية ,اتصلت بالصحافي عينه لتوفير سيارة اسعاف لنقل الام المريضة , فطمانني باجراء اتصالات لذات الغرض, وغمرتني الابنة المفجوعة بسيل من الاتصالات الهاتفية المتتالية وهي تنظر الى حياة أمها التي تتلاشى بين يديها وظل هاتفها مفتوحا وهي تولول وتستغيث وتئن لاغاثة والدتها وانا اسمع نحيبها وعاجز عن تقديم تلك الخدمة لتي لاقدرة لي بتوفيرها سوى تحريك خطوط الهاتف يمينا وشمالا…., حينها تذكرت ملاكا قابلته منذ بضع ايام …اتصلت بالسيدة ا”لسيبيرمانة” والتي لها موطئ بالمكان الذي تنقذ فيه ارواح العباد أو تزهق , أجابتني في المرة الاولى وشرحت لها الامر ووعدتني بانها ستبحث الامروستتصرف وستتصل بالسيدة مباشرة , دقائق ثم ساعات ..لم تجب … ولم تنبش بعدها ببنت شفة وانتظرت اطلالة رقم هاتفها وصوت الايجاب او النفي الى حدود اليوم , لكن السيدة المكلومة في والدتها على الاقل جددت الاتصال بي بعد ساعة من الزمن وأبلغتني خبر وفاة والدتها ,وهي تردد منتحبة “مي ماتت اخويا يوسف “عبارات من فجعت في سندها الوحيد في هذه الدنيا الزائلة … ولتبرهن لي بالمرموز ان حبل الكذب قصير وان ما قد نكتبه في الكثير من الاحيان قد يكون تلميعا لصور أناس لايتستحقون مداد كلماتنا وشهاداتنا قد تكون ليست سوى شهادة زور بعلم او بدون علم ….ويدفعنا الى ضرورة الرجوع لمحاسبة الذات ومساءلتها ومراجعتها ولو بعد حين ……وعلمتني الايام أن الواقع بعيد كل البعد عما يتم تسويقه من كتابات مايصح فيها هو تاريخها كما علمتني الايام أن الحكمة الربانية فوق كل شيئ وان قدر الله يعلو على ارداتنا نحن بني البشر …لانني قد علمت بعدها بأن” الباترون مول الشكارة مول الجريدة” لو اتصلت به حينها كان سيوفر الساعفة لانه عضو بالجهة ..هذه الاخيرة حينها كانت تتوفر على سيارات مجهزة قبل تحصيل سيارات “السامو ” بفضاء محمد 5 .وعلمت انه بهاتف منه كانت السيدة ربما تم نقلها ..وي او لربما توفيت عبى بعد ساعة من اسفي….و……ولكن حكمة الله فوق كل شيء …..
بيت القصيد لم اعد مستعد لتلميع احذية عالقة بغبار ووحل من أخمص القدمين الى أعلى جوارب عفنة .تحت أي اسم من المسميات … رجائي الوحيد أن يغنيني عز وجل طلب السؤال من العباد مهما كبر شانهم أو علا …
المصدر : https://www.safinow.com/?p=4213