في إطار مخطط المغرب الأخضر قامت الوزارة المعنية بالقطاع الفلاحي والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عبر مديرياتها الجهوية والإقليمية بغرس عدد لايستهان به من أشجار الزيتون بإقليم أسفي في إطار العديد من مشاريع التنمية الفلاحية بجهة مراكش-آسفي ومنها إقليم أسفي وهي مشاريع واعدة لايمكن أن يختلف اثنان على أهميتها…
لكننا اليوم في ظل اللغط الحاصل حول هذا الملف نتساءل هل تتم معاينة وتفقد الأعمال المنجزة للقطاع الفلاحي على أرض الواقع بالعديد من الجماعات القروية بالإقليم وهل تقوم الأجهزة المعنية بتفقد التقدم المحرز في العديد من مشاريع التنمية الفلاحية بجهة مراكش-آسفي ومنها تلك المقامة بتراب الإقليم العبدي على امتداد جماعاته هي إذن أوراش أطلقت في إطار مخطط المغرب الأخضر والتي لامحالة ستساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجهة وستساهم بشكل كبير في تحسين دخل الفلاحين الصغار وإحداث فرص عمل في المنطقة وكذلك حماية البيئة. هذه المشاريع التي أقيمت باستثمارات مهمة بملايين الدراهم، بهدف تحسين دخل الفلاحين على المدى المتوسط والبعيد وأضعف الإيمان المساهمة في حماية البيئة….
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تتم مراقبة تطور الانجازات الرئيسية التي حققتها هذه المشاريع…؟؟؟؟؟
نجزم بأن العديد من المشاريع التي خصصت لها ميزانيات مهمة تبقى حبر على ورق في ظل موسم شبه جاف بإقليم أسفي وفي غياب تام لسقي أشجار الزيتون من الجهات الموكول لها تتبع سقي تلك الشتلات ، سيما وأن مجموعة من المواطنين الفلاحين بالعالم القروي غير ملمين بحقوقهم المشروعة بضرورة توفير السقي لهذه الأشجار حتى يمكن تطوير هذه المشاريع لا أن تعترضها العراقيل ليجنوا الريح بعد موتها إن لم يتم سقيها لامحالة خاصة وأن الدولة وفرت ميزانيات مهمة لمثل هذه المشاريع…وذلك راجع للنقص الحاصل في التواصل والتوعية المجتمعية وخاصة من قنوات ووسائل إعلام أغرقتنا بقصص ومواضيع تحقق الجهل وتزكي الأمية …
تساؤلنا العريض الطويل هل تحرك المديرية الإقليمية بأسفي أجهزتها للمراقبة والتتبع لدعم هذه المشاريع المواطنة؟؟؟؟ليكون المغرب فعلا أخضرا على الواقع وليس على الورق أو ليس مجرد أرقام جاهزة للجرد والتباهي في المحافل والمؤتمرات ،وهل ستظل هذه المبادرات تنعث بتلك المشاريع التي ولدت من رحم ميتة لكون التتبع غائب والمراقبة تكاد تكون منعدمة وبمسؤولين لايفارقون مكاتبهم المكيفة ويقتصر دورهم على توقيع وتحرير الأوراق ،لكن يبقى المواطن منتهك الحقوق ونستقي المثال الحي لما وقع لنبتة الصبار ( الهندية ) حيث تركت لحالها وظل تدخل الوزارة باهتا لأن المقاربة لم تستوفي مراحلها كاملة والمثال أن العديد من الدواوير والجماعات القروية لم تعلم بتلك المبيدات والصفقات التي أبرمت والميزانيات والصفقات التي خصصت وهل فعلا صرفت … تلك النبتة التي أصبحت في خبر كان بعدما كانت فلاحة معيشية بامتياز تساهم بطريقة أو بأخرى من التخفيف من الفقر والهشاشة الاجتماعية سيما بالنسبة لساكنة تركت لحالها بعالم قروي يفتقد لأبرز مقومات العيش الكريم …هذه النبتة التي كانت تخلق فرص شغل موسمية للعديد من الطبقات النشيطة والتي كانت تقيها شر السؤال …وهل سيبقى الواقع على حاله وبالتالي سيظل هذا القطاع الحيوي الذي يعول عليه المغرب لايراوح مكانه بمنطق متلازمة كم من حاجة قضيناها بتركها…
فهل من آذان صاغية تتفاعل مع صيحاتنا المترجمة على لسان فلاحي الاقليم أم ستبقى حليمة وفية لعاداتها القديمة…
المصدر : https://www.safinow.com/?p=4230