حكاية مركب… لم يبحر في البحر…!!!

حكاية مركب… لم يبحر في البحر…!!!

مــــــوانئ
9 يونيو 2019آخر تحديث : الأحد 9 يونيو 2019 - 2:26 صباحًا
62131837 336434760382004 5097685134455341056 n - بقلم نبيل الموذن**ولكن صناعة قوارب الصيد في أسفي حرفة تقاوم… و تبحر في اتجاه الانقراض…
إطلالة على الماضي…
تعتبر صناعة المراكب من الحرف القديمة في أسفي وليس هناك متحف أو ورشة لصناعة السفن للحفاظ على هذا الموروث…

وليس هناك مع الأسف كتب ومخطوطات و متحف يجسد حكاية الإنسان المسفيوي الذي ركب البحر دون أن يرهبه…
كما أن مراكبه شقت أعماق مياه المحيط كسبا للرزق،وكانت سواعدهم قبل عشرات السنين، تعمل بجد دون كلل، في ظروف صعبة لا يحتملها بشر،في بناء مراكبهم .. كما كانوا لا يعرفون الرسومات الهندسية والمعدات والتقنيات الحديثة.. وكانوا بفطرتهم والصنعة التي تعلموها منذ سنين وقرون ….(القرطاجيين،الفنيقيين،البرتغاليين…)
قادرين على التعامل مع مخاطر البحر، ليعودوا في النهاية ظافرين إلى أبنائهم الذين ينتظرونهم على الساحل .. وكان البحر ملاذهم الأول والأخير لا يعرفون غيره.. فلا مناص من البحر الذي كان قوتهم اليومي…
هي حرفة قديمة وأصيلة قامت في مدينة أسفي، وانطلقت إلى الموانئ المجاورة، ومنها مدينة الصويرة وأكاديروالجديدة التي استطاعت أن تبني لنفسها شهرة واسعة في هذا الميدان، .كانت صناعة الخشب أو القوارب التقليدية مزدهرة في مدينة أسفي ، و كانت العناية بهذه الصناعة لها أهمية كبيرة لدى سكان المدينة ،خاصة و أن مصادر الدخل كانت منحصرة بصيد الأسماك …

SSSSSSSSSSSSSSSS -

و من الحرفيين المبدعين في هذه الصناعة الحرفي معلم جرموني ومعلم بوشعيب ومعلم بن هيمة…واللائحة طويلة…
المركب الذي لم يبحر…
تراجعت هذه الصناعة كثيراً بسبب منافسة السفن الحديثة، وارتفاع أسعار المواد الأولية، وقدم أدوات الإنتاج،والحاجة إلى رافعة لنقل المركب إلى الشاحنة، ورافعة أخرى لرفع المركب إلى البحر، وهي عملية تتكرر كثيراً خلال بناء السفينة وتجهيزها، ولم يبقَ من تلك الصناعة إلا صناعة مراكب الصيد الصغيرة،ويتعين على أي مواطن يرغب في تشغيل سفينة صيد أو زورق الحصول على ترخيص من الدولة، ويقولون إن الأمر يتطلب إجراأت روتينية صعبة.
ويلجأ البعض في الفترة الأخيرة لشراء رخص لمراكب قديمة، غارقة أو لم تعد صالحة للإبحار، كي يتمكنوا من بناء مركب جديد.
كما اشتهرت المدينة بصناعة قارب خشبي تقليدي صغير،لكنه لا يبحر في أعماق البحر وإنما على الشط فقط، والأماكن القريبة من الساحل تسمى (فلوكة).
كما أن هناك أسماء وطرقا لصناعة القوارب… و أساطير وحكايات قديمة تناقلتها الأجيال حول بناء المراكب وصيد السمك… يجب تدوينها والحفاظ عليها من الضياع…كما يجب فتح ورش كبير للبحث العلمي بشراكة مع الجامعات المتخصصة والتكوين المهني لتطوير هذه الصناعة…
كما أننا لم نعمل على إستثمار رحلة راع 2 ،حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من معرفة هدا الإرث التاريخي الذي مرت به مدينة أسفي …
حتى لاتبحر القوارب في إتجاه الإنقراض…

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات