ففن الخزف يمكن أن يكون ورشة مفتوحة على الإبداع والابتكار… وليس تكرارا للأشكال والألوان والابتذال،كما
يمكن إرجاع الآنية الفخارية والمزهرية والطاجين إلى تحف فنية…. ذات قيمة جمالية وتحويلها إلى إبداعات متجددة ببصمات فنانين تشكيليين مرموقين….
مع الأسف لم يعرف هذا الفن تطورا وتناغما متحركا في الأشكال والألوان، ولم يتطور عن مدرسة الرسام (العملي)…
بطبيعة الحال هناك استثناأت ومحاولات لبعض الفنانين والصناع الحرفيين …. و يبقى الخزف متشبثا بوحدة الإنتاج واختزاله في بعض الأشكال الدائرية.
لذا يمكن أن نجعل من فن الخزف بشكل عام، والزخرفة فنا للإبداع في المدينة للتعبير عن الأفكار والإحساس، شأنه شأن اللوحة الزيتية، وتوظيف هذه المهارات عن طريق الإبداع…
لأن فن الخزف ليس شيئا ثابتا ضمن إطار واحد، فهو كذلك يجب أن يتغير ويتطور تبعا للمكان والزمان حتى لا يبقى هذا الموروث بدون قيمة، متكدسا في الشوارع والفضاأت العمومية…وأمام باب الشعبة…
وهذا لا يعني التقليل من شأن فن الخزف وشأن الصناع الحرفيين الذين يستحقون كل التشجيع، ولا يمكن إغفالهم في كل الحالات من الأحوال ،لذا يجب إعادة النظر في فن الخزف بصفة عامة في المدينة ومثلا عوض عرض الفخار في المدارات والفضاأت العمومية يجب إشراك الفنانين والصناع الحرفيين ،حتى يكونوا عملا فنيا رائعا ذا مقومات فنية من الجمال والمتعة والتشويق ،ويصبح السكان يتمتعون في هذه الفضاأت والمدارات الرحبة التي ستعبر عن ثقافتهم ومستواهم الفكري والفني والاجتماعي ،ويرقى بالمدينة إلى مستوى المدن الجميلة الكبرى….
نبيل الموذن
المصدر : https://www.safinow.com/?p=4620