خلال السنوات الأخيرة شهد المجتمع المغربي عدة تحولات سريعة أدت إلى تكسير حاجز الخوف الذي ظل يشل حركة المواطنين ويحول دون قدرتهم على الجهر بأوجاعهم وإسماع صوتهم لمن يهمهم الأمر…
فما أقدمت عليه الحكومة من إجراءات عشوائية وسوء تدبير، وإخفاقها في تلبية انتظارات الشعب، والإجهاز على أهم مكتسباته، وعدم تفعيل مقتضيات الدستور وما ترتب عن ذلك من استنزاف للقدرة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة، زاد من خيبة أملهم في الوعود الكاذبة للنخب السياسية التي أجهضت أحلامهم، فلم يجدوا أمامهم من وسيلة للتنديد بالظلم والقهر ومحاربة الريع والفساد وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سوى النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والمهنية وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والخدمات الأساسية في التعليم والصحة والشغل والسكن والحد من نسب الفقر والبطالة وتقليص الفوارق الطبقية والاجتماعية وحتى المجالية…
كل ذلك جاء ليبين المجتمع أن البرلمان والنقابات والأحزاب وكل آليات الوساطة التقليدية، أضحت عاجزة عن حماية المواطنين والدفاع عن همومهم ومشاكلهم، وفشلت في أداء مهامها الأساسية في تأطير المواطنين وتكوينهم السياسي وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام، وانشغل قادتهم بالبحث عن المناصب والمكاسب وتعدد التعويضات والامتيازات لهم ولأبنائهم وأقربائهم…و…و… (يتبع)
عبد المالك العزوزي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=4657