كريدية يكتب عن قصبة أيير…

كريدية يكتب عن قصبة أيير…

ثقافة وفنون
14 يوليو 2019آخر تحديث : الأحد 14 يوليو 2019 - 12:56 مساءً

تقع على تخوم مصيف الوليدية الشهير، بحيث تبعد عنه بحوالي سبع كيلومترات، وتبعد عن مدينة آسفي ب 60 كلم، تعرف في كتب التاريخ بأسماء ” أيير” و”غيط” و” دار الفارس”، كانت في الماضي تمثل في وقت واحد، حصنا منيعا وميناء نشيطا وقرية عامرة.
فهي قصبة شديدة التحصين بموقعها المرتفع والبارز قياسا إلى جواره، وبما يحيط بها من خنادق طبيعية عميقة وحافات وأجراف شديدة الانحدار وأسوار عالية منيعة، ويخبرنا الكانوني أن قصبة أيير كانت “موجودة في القرن الثامن الهجري”، وأعتقد أنها شيدت في نهايته، أواخر عهد الدولة المرينية، بغرض حراسة الساحل الدكالي ومواجهة التحرشات العسكرية الإيبرية البرتغالية والإسبانية، وقد نجح البرتغاليون في الإطباق عليها واحتلالها حوالي سنة 1510م، وعملوا على إعادة بناء أو إصلاح بعض أسوارها، كما بنوا بها برجا ما يزال قائما، وقد حررها محمد الشيخ السعدي بعد سبع سنوات من الاحتلال أي سنة 1517م بعد حصار قصير، وقد عمرت هذه القصبة السكنية بقبائل مصمودية وصنهاجية، وربطت عبر تاريخها علاقات بشرية واقتصادية بالجوار، مستفيدة من مجاورتها “للمدينة الغربية “، حاضرة دكالة ومن قربها من الوليدية وقرية نامير، وكان ميناءها مقصد السفن الأندلسية والأجنبية لشحن الحبوب والخيول والأنسجة الصوفية وغيرها؛ ومن معالم نهضتها العمرانية والعلمية أنها كانت تتوفر على”مسجد عتيق”، يحتوي على مدرسة، كان يقصدها طلبة العلم من داخل القصبة وخارجها، كما قامت بها الزاوية الفارسية التي لها فرع بآسفي، كما استقر بها زمنا إسحاق بن إسماعيل الأمغاري الحسني وفيها تزوج أم مولاي عبدالله أمغار صاحب زاوية تيط ، وفيها اشتغل بالوعظ والإرشاد والتدريس قبل أن يرجع لتيط، ويدلل على مقامه داخل القصبة بقبة صغيرة تشتهر عند أهل القصبة، “بقبة تمغارت”، وقد أجهز عليها المفسدون من أصحاب البحث عن الكنوز. إعداد إبراهيم كريدية.

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات