بقلم هشام الفكاك**يعرف كورنيش التراب الصيني علال بن عبد الله تهميشا مطلقا من طرف مسؤولي المدينة ،يقابله اهتمام كبير بكورنيش سيدي بوزيد الذي يتواجد بنفس المدينة بحيث يوجهون اهتمامهم الكلي له ليكون منتجعا على المقاس مفروشا ببساط أحمر لطبقة معينة ولو على كرامة وأجساد الفئات الهشة. يعتبر كورنيش علال بن عبد الله المكان المفضل لفئات واسعة من الفقراء منذ القدم، بعدما كان يحتوي على تجمع سكني ومدرسة وسور وبرجين برتغاليين… كان فيه من الشروط ما يوفر الطمأنينة لمرتاديه، الأمر يستدعي فقط بعض الإصلاحات لمواكبة التطور وحاجيات الترفيه العصرية، لكن أواخر الثمانينات من القرن الماضي طالته أيادي التخريب التي ترتدي قفاز الإصلاح وتتبنى الهدم بدل الترميم منذ تلك الفترة ووثائق دراسة إصلاحه طالها الإتلاف في رفوف المسؤولين ليتحول إلى مطرح للأزبال وقبلة للمتسكعين ومشاكل بالجملة، عدم وجود جدار حديدي واق مما يشكل خطرا على زواره ،لا مناظر خضراء، لا رصيف في المستوى ،غياب أماكن خاصة بالألعاب تأوي الأطفال وخصاص وإهمال من جميع الجوانب… رغم كل هذه المعيقات التي تنعدم معها أبسط شروط الراحة النفسية فالساكنة تخرج كل مساء للاستمتاع بجمال المنظر، خاصة الفئات الشعبية واستنشاق هواء البحر الذي يمتزج بالروائح الكريهة كلما تحركت موجة من الرياح. لقد أصبح من المفروض على المجالس المنتخبة إعادة النظر في هذا الكورنيش والتعجيل بإصلاحه لرد الإعتبار وبعث الطمأنينة في قلوب مرتاديه ،والإلتفات للأماكن العمومية التي يلجها الفقراء وعدم التمييز بين المواطنين لتفادي تغذية اتساع الهوة الطبقية.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=5015