2018 سجلت صادرات الفوسفات المغربي رقما رسميا بلغ 5،1 مليار يورو (5600 مليار سنتيم)، مقابل ديون بلغت خلال نفس السنة 35 مليار درهم ( 3500 مليار سنتيم)، ما يطرح تساؤلات حول فاعلية و نجاعة تسيير بقرة المغرب الحلوب؟!
تساؤل الفعالية و الكفاءة في التسيير لم يطرحه فقط المجلس الأعلى للحسابات بقيادة “كبير كهنة لبيسطون’ السيد #سيفط_عندك_جطو، حين قال ان الدولة ستكون ملزمة برد ديون كل المؤسسات العمومية و من بينها الفوسفات في حال تعذر السداد على المكتب، بل جاء التحذير أيضا من معهد الدراسات الأمريكي المعروف (كرول) عقب معاينة للمكتب سنة 2007. المعهد وصف إدارة المجموعة بالكارثية و أكد أنها تفتقد رؤية واضحة في مجال التصنيع و التسويق.
مقابل الفحوص التقنية و العلمية (لوديت) يدفع المكتب لمعاهد دولية بالعملة الصعبة في أمريكا و فرنسا و غيرها لتلميع صورته و صورة المغرب و من يحكموه. معهد و مركز التفكير الفرنسي (المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية) يتلقى سنويا 700 ألف يورو من مكتب الفوسفات لكتابة تقارير محابية، مع ملاحظة أن مصطفى التراب (المدير العام للمكتب) عضو في مجلس إدارة المعهد (ولعتها منها فيها!).
بين ناقوس خطر المنظمات المستقلة و صباغة كولورادو أصحاب البيت، تقف الحكومة المحسوبة على المداويخ عاجزة أمام ضبابية تسيير (المكتب الشريف للفوسفات). على مدار عقود، كانت مهام الحكومات المغربية المتعاقبة مقتصرة على إعلان وفاة المؤسسات و جمع التبرعات من المداويخ لدفنها أو إدخالها قسم (الإن عاش)؛ فعلوها مع لاسامير و مع مكتب الكهرباء، و القادم أعظم.
القانون المغربي يفتقد لأي آلية حقيقية لمراقبة سير عمل مكتب الفوسفات. فمع أن العثماني (رئيس الحكومة) هو رئيس مجلس إدارة المجموعة، إلا أن الإدارة الفعلية موكولة لمصطفى الطراب المدير العام الذي يقدم تقاريره فقط و حصريا لرئاسة الدولة، تماما كباقي المؤسسات دي ال بصح: المخابرات الداخلية، الخارجية، الشرطة، الجيش،…. تحياتي السي العثماني: شاهد ما شافش حاجة!
أخيرا، و رغم كون المغرب قدم نفسه سنة 2016 سوبر مان و المنقذ لكوكب الأرض في قمة كوب 21، قبل ان ينتخب ترامب فيصفعه (تمرميقة) بخروجه من اتفاقية المناخ و اعتبارها لعب الدراري، نجد ذات المغرب لا يبالي لنواقيس خطر تدق محذرة من كارثة بيئية و صحية على المداويخ بسبب أنشطة مكتب الفوسفات.
منظمة (سويس آيد) غير الحكومية السويسرية قالت في تقرير أصدرته في يونيو 2019، إن مركبات آسفي و الجرف الأصفر تنتج كميات غازات سامة أكبر بعدة أضعاف من المعدل الطبيعي، ما يفرز امراضا تنفسية و سراطانات و تدهور حالة الأسنان بسبب كميات الفلور الناتج عن الأنشطة الفوسفاتية.
المنظمة حذرت من أن حال باقي مجمعات الانتاج مشابه لموقعي الجرف الاصفر و آسفي، و أن حالات وفاة سجلت لذى عمال بسبب الأنشطة الضارة دون تحرك فعال للمسؤولين. تحرك لم يلحظه سكان مجاورون لمناطق الاستغلال، حيث الشكوى من ثلوث الهواء (مشاكل صحية) و تضرر انشطة الزراعة و تربية الماشية.
للثروة بقية….الجزء 4 : الثروة السمكية: باباي رجل البحار…جاء بعد طول انتظار
المصدر : https://www.safinow.com/?p=5171