مجذوب البيجدي ..نهاية السياسة

مجذوب البيجدي ..نهاية السياسة

-أسفي الأن
سياسة
-أسفي الأن27 يوليو 2019آخر تحديث : السبت 27 يوليو 2019 - 4:46 مساءً
67242030 958040964550057 1354275253685059584 n - تتعدد خرجاته وشطحاته، وسط مشاهد درامية مقززة، مع توالي الأحداث السياسية وتسارعها، لازال بنكيران الزعيم الروحي للحزب الأغلبي، يقرقر ويغرغر في المعابد والمقابر، وفي البوادي والحواضر، و في السر والمباشر، يتقمص دورا رديئا في مسلسل محبوك الإخراج معية من يتنفس ويستنشق الأيديولوجية المعلومة. فما نراه اليوم للأسف الشديد ماهو سوى مسرحية يتبادل أدوارها البئيسة شخصيات معلومة، بإبداع فتي متناهي، ومنهج يميل للهيمنة، ميز توجههم الذي بدأ يسئم منه الجميع، بعد أن تجرع مرارته المغاربة.
فالبارحة أعلن عن إنتهاء زمن الشعبوية البراغماتية، التي حولت المشهد السياسي المغربي منذ 2011 إلى حلبة للمواجهات والصراعات نحن في غنى عنها، كانت دائما سببا رئيسيا في نفور المواطنين من الحقل السياسي، فاقدين الثقة فيه، هي إذن صراعات سلبية حولت الفعل الديمقراطي إلى مستنقع نثن، فعمقت بذلك الفجوة وأرست عدم الثقة بين المواطن والعمل الحزبي الجاد.
ما يثيرني فعلا هو الممارسة الديمقراطية والعمل السياسي الذي وصل للحضيض بفعل هاته الأفعال القميئة، فعوض التسلح ببرامج سياسية وانتخابية واضحة تجيب عن تداعيات المعضلات الإجتماعية، ومحاربة الاقصاء، والفقر والهشاشة، نرى التنظيمات المغلقة للإسلام السياسي، تغلب مصالحها الحزبية وصراعاتها الدنيئة على مصلحة الوطن، والمواطنين.
فخطاب بنكيران البارحة سمعته عن طريق الصدفة، وأنا جالس أحتسي كوب قهوة، ذهلت من شدة الغبن الذي أصابني، وتساءلت لماذا وصلت السياسة ببلدنا إلى هذا المستوى المنحط.. فهل هذا أسلوب رئيس حكومة مغربية سابق؟ فكلامه الحكواتي كان مبنيا على البراغماتية الشعبوية، ودغدغة المشاعر، والنبش في الماضي، والبكاء على الاطلال،
بحيل الدهاء السياسي الماكر، الممزوج بالأنانية، كلام لا فائدة منه لأنه امتزج بخليط التدين السياسي، المؤجج لمشاعر حراس المعبد.
هنا تتضح المعالم وتتوضح الرؤى، بخصوص الراسب الذي تعلم صدفة اللغة الفرنسية، فصاحب مقولة ” لا يشرفني أن أكون عضوا في هذا الحزب” كان يرغب بأن يستجيب له نواب حزبه، ففضل أن يأتي بالجواب على شكل مسرحية رديئة، من أجل تمرير خطاب عدواني مهيمن، يتفنن فيه من النيل في أعراض خصومه السياسين لعله يكسب الود المفقود عند الآخر، ومع ارتفاع التصفيقات والاهازيج واللافتات والبكاء والعويل، بدأنا نرى أمورا وأشياءا لا علاقة لها بالسياسية لا من قريب ولا من بعيد، قذف وانتقاد وسب وشتم… فلماذا هذا الجعجعة السياسية الفارغة؟
تعددت الهفوات والثغرات، وأججت النعرات، فما هكذا تورد الإبل.
فكيف له بالعودة للمشهد بعد الإشهاد والتوقيع على تقاعد مريح، وهو الرجل الذي فشل في تدبير تحالفاته، بالحكمة والموعظة الحسنة، فعجز عن تنفيذ إستراتيجيات اقتصادية أو تنموية، تهم الوطن والمواطنين حاول أن يستعمل بعضا من نجاحاتها التي لا تحسب له بطبيعة الحال، لكي يستعملها كورقة سياسية انتخابية جديدة و بنظرة شعبوية انتهى زمانها، وهو صاحب المقولة الشهيرة انتهى الكلام.. ولقد انتهت السياسة فعلا مع مثل هاته الممارسات السياسية التي تعود بعقارب الزمان إلى الوراء، بعيدا عن خطاب الأمل والتفاؤل لتسقط في خطاب التبخيس والتيئيس ويا للأسف الشديد.

عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط
– رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية
– رئيس جمعية رؤى للتنمية و الكفاءات
– خريج المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط
– خريج معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة بالرباط
– خريج المدرسة الوطنية للقناطر بباريس MBA ENPC
– سلك الدراسات العليا في إفتحاص الشركات ومراقبة التدبير بالمدرسة العليا للتجارة والادارة بشراكة مع معهد إدارة المقاولات بليل الفرنسية
– ديبلوم عالي في ريادة الأعمال من أوكسفورد “OXFORD”
– ديبلوم عالي في الأعمال من غرفة التجارة والصناعة بباريس

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات