تناول المؤلف في هذا الكتاب حياة العلامة التريكي الأسفي وإنتاجاته العلمية بالتعريف وتحقيق وعرض بعضها الآخر، حيث يعد المترجم له من علماء أسفي الكبار الذين دارت حولهم الفتوى وتقلدوا عدة مهام علمية أخرى كالتدريس والنيابة في القضاء والعدالة وغيرها،كما يعتبر شيخا للعديد من أعلام ورواد الحركة الوطنية بالمدينة كالمستاري وبناصر وغيرهما.
فالاهتمام بهذه الشخصية نابع من كونه كان شاهدا على العديد من أحداث مدينة أسفي أبرزها واقعة عيسى بنعمر وقبيلة اولاد زيد التي خط تقييدا حولها استفاد منه من جاءوا بعده، وكان له رأيه الخاص حولها.
بالإضافة لمكانة الشيخ العلمية التي شهدت له بها إجازاته المتعددة من كبار علماء فاس والرباط فقد ترك تقاييد في الفقه والتصوف والتعليم يمكنها إعطاء تصور عن واقع العلم الشرعي ومستواه بمدينة أسفي في تلك الفترة.
من هنا يرى الكاتب أنه كان لزاما على كل مشتغل بمجال التأريخ خاصة للعلوم الشرعية بهذه المدينة، الوقوف على هذه الإنتاجات وتناولها بالتحقيق والعرض والتقريب من كل المهتمين، وهذا ما سعى إليه من خلال إدراج مجموعة من هذه التقاييد ضمن مؤلفه هذا.
وإذا كانت جل الكتابات عن المدينة وأعلامها لامست العديد من الجوانب فإن هذا الكتاب حاول فيه الدكتور عبد الحفيظ نيار إخراج جزء من التراث الفقهي والشرعي من حيز التعتيم إلى حيز الوجود باعتبار هذه الإنتاجات حلقة هامة في فهم مستوى النضج الذي أظهره فقهاء ورواد الحركة الوطنية بأسفي تضاهي ما كان حاصلا بكبريات المدن كفاس ومكناس والرباط وسلا وغيرها.
من خلال ما سبق تكمن أهمية هذا المؤلف الذي سيرى النور قريبا والذي بذل فيه الدكتور عبد الحفيظ نيار جهدا طيبا لينضاف إلى المجهودات التي سبقته في التعريف بمدينة أسفي وأعلامها.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=53