لماذا يحترم المغاربة عبد الرحمان اليوسفي؟

 لماذا يحترم المغاربة عبد الرحمان اليوسفي؟

-أسفي الأن
سياسة
-أسفي الأن1 أغسطس 2019آخر تحديث : الخميس 1 أغسطس 2019 - 7:22 مساءً

67625612 439226893336687 9088606004739833856 n - *Said Jaafar* سأبدأ من الناس البسطاء ممن عبروا عن احترام خاص للسي عبد الرحمان، سائق الطاكسي ومول الحانوت ونادل المقهى و الفلاح و بائع السجائر بالتقسيط و مؤذن وإمام المسجد و بائع السندويتشات والمقدم و النجار و الخياط و مول البيسري… وصولا إلى الموظف العمومي والأستاذ والأجير والمخامي والطبيب و المهندس ولاعب كرة القدم والصحافيون.. مرورا بالسياسيين وزعماء الاحزاب السياسية و الشخصيات الأجنبية من رؤساء حكومات ومعارضين..، وصولا إلى الملك محمد السادس الذي يخصه بمكانة خاصة جدا ويكرمه بأوسمة من نوع خاص وهو يطلق إسمه وهو على قيد الحياة على شوارع وعلى دفعات في الجيش. ما الذي يجعل المغاربة ذكورا وإناثا يستوون في هذا الاحترام والتقدير الذي يصل درجة الحب؟ المغاربة شعب ذكي وواقعي، وبالقدر الذي يسعون للأحسن والأفضل فهم يفكرون بواقعية. يريدون تغيير ظروف عيشهم وعيش أبنائهم لكنهم يزنون جيدا قيمة الاستقرار السياسي والاقتصادي في بلادهم. يحبون أن تتقدم البلاد لكنهم منضبطون لوتيرة هذا التطور. وهم يميزون جيدا بين الجيد والسيء، الصالح والطالح، الهادئ والمنفعل، الصادق والكاذب، الواقعي والشعبوي، ولهذا تجدهم يعطون تقديرا خاصا للشخص الهادئ والرزين لذا يحتفظون له بمكان خاص في مذكراتهم وفي مخيلتهم. ويعرفون جيدا من هو وطني حقا ممن هو وطني بطريقته!، ولذا تحدهم يتفقون على أسماء يحبونها ويخلدونها وأخرى يحترمونها ويقدرونها. والمغاربة يملكون نفسا طويلا في الاختبار ولهذا في الوقت الذي يستمرون طويلا في حب أشخاص ينفضون آخرين بسرعة أكبر. عمر السي عبد الرحمان تجاوز التسعين بدأ السياسة منذ نهاية الثلاثينيات و أنهاها بطريقته الراقية في 2002، ورغم أن الأجيال التي ولدت في أواخر التسعينيات من القرن 20 و ما تلاها لم يعايشوا اليوسفي إلا أنهم يحترمونه ربما ارتباطا بتكريم ملك البلاد له أو لأن الانترنيت يساعدهم على معرفته أكبر، ويحظى السي عبد الرحمان باحترام كبير من مجايليه والذين وجدوه يمارس السياسة معارضا و وزيرا أولا، وكذلك من كل الطبقة السياسية. ما هي هذه الكيمياء التي يتوفر عليها السي عبد الرحمان تجعله مخترما ومحبوبا ولا تتوفر في زعماء آخرين؟ عرف السي عبد الرحمان بثلاث صفات طالما تجتمع في شخص واحد، صمته وهدوءه، وحكمته، وزهده. في المعارضة كان لا يتكلم إلا في اللحظات الصعبة إما منبها أو مقترحا أو مرافعا في هدوء تام لا يريد شعبوية أو طلب “البوز”. لم ينفعل السي عبد الرحمان أو ينجر للاتهامات والاتهامات المضادة وللفئوية والحلقيات، ورغم أنه عانى خصوصا من الأحكام الثقيلة التي حوكم والاتهامات بالتدبير للانقلاب ضد النظام السياسي، ورغم أنه عانى من ممارسات نائبه السي محمد اليازغي وفريقه ومن آفاقية وطوباية السي محمد نوبير الأموي وجناحه النقابي، فإنه كان حكيما وتصرف دائما بالحكمة. وعندما تم تعيين السيد ادريس جطو وزيرا أولا رغم أن الاتحاد الاشتراكي حل أولا في تشريعيات 2002، فإن السي عبد الرحمان تصرف كوطني كبير ورجل دولة رزين، تماما مثلما تصرف عندما لبى نداء انقاد البلاد من السكتة القلبية الاقتصادية، وأعلن من مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسيل ما يمكن أن نسميه ما كان يجب فعله وذلك برزانة كبيرة و وطنية عالية. ليختار رحلة صمت الكبار الذين يثيرون عدم تغليب مصلحة فرد على مصلحة وطن وجماعة. لم أشأ أن أدخل في موضوع منجزات السي عبد الرحمان كوزير أول لأن شهادتي لن تكون موضوعية و أستأنس هنا فقط بشهادات زملاء لي في التدريس وهم يقارنون وضعيتهم المادية بين فترة مسؤولية السي عبد الرحمان وما قبلها وما بعدها. بوركت السي عبد الرحمان ومتعك الله بالصحة و طول العمر، وسأستمر في احترامك وتقديرك و الاستلهام من سيرتك

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات