المحطة الحرارية بأسفي بين حقيقة نقل الشاربون ومعادلة التنمية…

المحطة الحرارية بأسفي بين حقيقة نقل الشاربون ومعادلة التنمية…

2019-08-02T19:44:09+01:00
الشأن المحلي
2 أغسطس 2019آخر تحديث : الجمعة 2 أغسطس 2019 - 7:44 مساءً

بتصرف

محمد علواش ناشط  جمعوي وحقوقي .IMG 20190802 WA0015 -

منذ بضع سنوات رفض عدد من منتخبي عدة مناطق بالمغرب توطين المحطة الحرارية بالتراب الجغرافي لجماعاتهم بسبب اعتماد هذه المحطة على  الفحم الحجري الذي يعتبر وقودا أحفوريا قليل التكلفة، حيث تخلت عن استعماله دول عديدة وخاصة  المتقدمة و بالمقابل شجعت تصدير توطينه إلى دول في طريق النمو باسم الشراكةالصناعية والاقتصادية   وبالضبط كانت الوجهة نحو دول العالم الثالث.

والأكيد أن الفحم الحجري صار يستعمل في محطات توليد الكهرباء والمغرب واحد من هذه الدول التي استقبلت هكذا محطات لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق إستخدام الفحم الحجري من خلال تحويل المياه الى بخار يدير توربينات لتوليد الكهرباء ومن بين المحطات الحرارية الموجودة بالمغرب نذكر تلك المتواجدة بتراب جماعة أولاد سلمان في الضاحية الجنوبية من إقليم  اسفي في اتجاه الصويرية القديمة.
في أول الأمر وقبل الإنشاء وفي تقديم وتسويق للمشروع تحدثت الدراسة عن تزويد المحطة الحرارية بالفحم عن طريق البحر عبر ميناء جديد سيتم بناؤه بمنطقة سيدي دنيال لينقل عبر حزام مغطى صوب موقع المحطة الحرارية، هذا الميناء لم يكن جاهزا في الوقت المحدد له بسبب ظهور تشققات على أرصفته وانهيار جانب من الحواجز البحرية ،تبين بعد حين عدم جاهزيته وقيل عنه الشيء الكثير كما أن الضغط الذي فرضه موعد دخول المحطة مرحلة الإنتاج حثم على المسؤولين البحث عن حل ترقيعي بديل ،فكان الحل السريع  استيراد الفحم عبر ميناء الجرف الأصفر وكذا ميناء الصيد بآسفي، وبالتالي  نقل الفحم من ميناء آسفي الى بوكدرة  بواسطة القطار مع ماينتج عن دالك من تطاير لجزيئات الفحم بالميناء ووصوله بطريقة أو بأخرى  إلى أحياء العبور وتلك المجاورة له مع الأخد بعين الاعتبارسرعة و قوة واتجاه الرياح،هكذا تحققت معادلة إفراغ الفحم من عربات القطار ببوكدرة ثم نقله على مثن شاحنات الوزن الثقيل الى المحطة الحرارية ،  كما أن هنالك شاحنات أخرى تنطلق من ميناء الجرف وتتسلل شاحنات أخرى عبر المدار الحضري وتستعمل أخرى مسارا آخر عبر العالم القروي من بوكدرة الى خط أزكان ثم أولاد سلمان في إتجاه الطريق 301 الرابط بين اسفي ومنتجع الصويرية الذي تتواجد المحطة الحرارية على امتار منه.
وكلها حقائق  لايمكن أن توصل سوى إلى فكرة توزيع الشاحنات على طرق الإقليم لم تكن سوى خطة مدروسة لتخفيف الضغط على الطرق وخاصة وأن المحطة تحتاج الى 40ألف طن يوميا ،بالمقابل في الشطر الثاني من معادلة التنمية المفقودة نجد إمعانا في  تآكل الطرق بالعالم القروي خاصة الطريق الرابط بين مركز خط أزكان والطريق الجهوية 301 عبر جماعة أولاد سلمان مما  زاد من حركية  وبون الشاحنات ذهابا وإيابا بالمدار الحضري فتعالت الأصوات مطالبة بمنع مرور هذه الشاحنات من شوارع المدينة وتتالت الحوادث وكان انقلاب شاحنة محملة بالشاربون بمدارة الكورس داخل المدينة النقطة التي أفاضت الكأس مما جعل مجلس المدينة وفي خطوة لإنقاد ماء الوجه يصدر قرارا بمنع مرور شاحنات الشاربون من داخل المدينة معززا قرار المنع بوضع إشارات  بمداخل المدينة ،هذا القرار حتم على سائقي الشاحنات المذكورة وفي ظل تهالك طريق مركز خط ازكان – الطريق الجهوية 301 يتم الآن ومنذ مدة استعمال طريق بوكدرة -جزولة -لغياث ثم الانعراج يمينا عبر الطريق 2314 في اتجاه المحطة الحرارية عبر جماعة أولاد سلمان وللإشارة فقد عانى هذا المقطع الطرقي “2314”من دمار منقطع النظير فيما قبل مع شاحنات نقل الأحجار الى الميناء الجديد مع مالحق الساكنة من ضرر بسبب خراب تلك الطريق الوحيدة للساكنة والتي تربطها مع المراكز المجاورة ،النتيجة على شاكلة المثل الشعبي العامي “ماقدو فيل زادوه فيلة ” حيث  انضافت آلة دمار أخرى إذن وكأن المسؤولين أعلنوا تضامنهم ووحدتهم من أجل تدمير طرق جماعة أولاد سلمان. بدليل فلاشركة القباج
“sgtm”التزمت بإصلاح الطريق ولا وزارة التجهيز والنقل فكرت يوما في الترقيع ليزداد الوضع رداءة وتزداد معاناة الساكنة في تنقلها.
فإذا كان المكتب الوطني للكهرباء هو المسؤول الأول عن تزويد المحطة الحرارية بالفحم فقد وجد الحل البديل لفشل وزارة التجهيز والنقل في دخول الميناء الخدمة في الوقت المحدد وكلاهما مؤسستان وطنيتان فأين البديل الذي قدم للساكنة ولجماعة أولاد سلمان؟ نتساءل هل يقبل عقل أن تدمر جماعة بأكملها وهي التي أقيمت مشاريع ضخمة على ترابها وبدل أن تظهر آثار وعلامات التنمية على الجماعة وأبنائها ظهرت علامات الدمار والتهميش في كل مكان،أين المواطنة وأين الإنسانية وأين نصيبنا من التنمية؟
الجديد في شاحنات نقل الشاربون أنها تتسابق من أجل الربح ،السرعة والحمولة الزائدة “كل ماجريتي وزدتي في الطوناج تجبد الصرف” ،أغلب الشاحنات غير مؤهلة تقنيا لنقل الفحم الحجري ، حاويات أغلبها كأنها غرابيل كلما تحركت تنشر بودرة الفحم على الطريق ،حمولتها الزائدة وتهالك الطرق التي تتناسب مع طرق هشة والسرعة كلها عوامل  ساهمت في تناثر الفحم على جنبات الطرق بشكل وجب معه دق ناقوس خطر بيئي محدق بالساكنة خاصة وأن المنطقة معروفة بتجميع مياه الأمطار فيما يعرف بالمطفيات التي تعتمد على جلب مواردها من الماء الشروب من الطرق والمسالك ، الفلاحة كذالك تضررت بفعل مسحوق الشاربون الذي غطى حقول الذرة والشعير الزيتون والأركان وقد وثقت هذه الأضرار في شريط أعده طاقم صحفي في تحقيق سابق تظهر من خلاله الأضرار التي لحقت منطقة أولاد سلمان بسبب تأخر جاهزية الميناء وجلب الشاربون عن طريق البر وبشاحنات لاتحترم أدنى شروط نقل الفحم وأبسطها الأغطية.

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات