بين الحي في أمة والحي في جماعة!

بين الحي في أمة والحي في جماعة!

-أسفي الأن
اراء بلاقيود
-أسفي الأن30 أغسطس 2019آخر تحديث : الجمعة 30 أغسطس 2019 - 12:18 مساءً
بين الحي في أمة والحي في جماعة!
67735088 161232878376275 5882917984955006976 n -
عادل فتحي **من أعالي التاريخ سقط النموذج الإسلامي الراشد بمكائد ومصائد أول ملوك هذه الأمة الصحابي وكاتب الوحي معاوية السفياني الأموي، وليصير مَلِكا تخطى رقاب جماعة الصحبة المحمدية و بقية خيارها وكبار صدِّيقيها وأوليائها، هددهم وخوفهم، ظلمهم و حاربهم وقتل منهم واغتالهم، روعهم وتجبر عليهم ومكر  بهم، تخطى شوراهم واستبد وطغى واستعلى!، حقائق وشواهد وتاريخ مسجل مسطور، وقصص وأحزان وأتراح عظام تتفتت لها أكباد الرجال، قتل مادي ومعنوي وحرب شاملة على أهل الله ورجال الله وبقية آل بيت النبوة الأطهار الأوفياء الأمناء الأبرار، حتى تمكن كاتب الوحي أخيرا من قطع أولى عرى الإسلام انفلاتا الحكم!، وأصبح الإمام الولي المصحوب غرضا يرمى على المنابر وفِي صحون المساجد في دولة معاوية!.
ومن أقاصي التاريخ وشاهد العصر والحاضر، سعى رجل نبوي محمدي كامل، لرتق الفتق ورسم البناء، وربط نور الصحبة من جديد، النور الباقي في الأمة المستتر في أصلاب أمنائها، بجماعة التغيير والإصلاح والتجديد، جماعة مشروع جبر الإنكسار القائم أكثر من ألف سنة في  هاته الأمة المقهورة الشهيدة المظلومة، بنى الولي المجدد الكبير جماعة العدل والأحسان!، قام الرجل الياسيني بنور صحبته قلبا وروحا وكلمة ومدادا وفهما وعلما ودلالة وإذنا وإرشادا وتعليما، مايربو عن نصف قرن!، وكان آخر كلام هذا الرجل العارف الخبير المشفق لمن كانوا معه وحوله: “ماأحوجنا إلى صحبة كتاب الفتح الرباني”!، وأشار بيده: “أنت قفص بلا طائر”!، “أنت هوس في هوس”!…
رحل الرباني الكبير رضي الله عنه، وترك الوصية ثقيلة لكنها ناصعة جلية، لاتستبدوا من بعدي!، لاتمنعوا المصحوب المختار الوارث من بعدي، لا تتركوا الإشارة الإلهية!، لاتصنعوا القيادة الستالينية!، الله الله في الصحبة الحية وليس التبركية، هي الأمان والضمان!، الصحبة الحية هي العطاء وهي الفتح المبين التام، وهي قضاء وعدل وسرُّ الولي الديان لبناء ما اندرس وفتح ما انغلق!، الصحبة الحية  هي الجامعة للجماعة والوصية عليها!، هي الحاضنة لها والحامية لها!، الجماعة لن تنجمع إلا بالصحبة!، الصحبة هي الرجل الحي -كما كان هو رضي الله عنه- حي في جماعة!، قلب في دولة!، روح في جسد!، هي العمران الباقي!.
من تخطى الوصية وعمي عنها وأرادها جماعة بلا مصحوب معلوم مقصود مطلوب واحد حي؟، من حمل كتاب الإحسان من بعد صاحبه بلا روحه ولا رسالته، ولا معناه ولا أصله، ولاسنده ولا سره ولاخبره ولا حقيقته!؟، من أصر على الإنكار بعد أن رضع لبن المصحوب الحي صافيا شافيا، من حمل هذا الظلم العظيم؟.
الدولة الجبرية الأولى أسَّسها وشيَّد أركانها وأعلى بنيانها كاتب الوحي معاوية، ودولة الإحسان الثانية أوصد اليوم بابها كاتب وصاحب آخر خانه التوفيق، حج المتلهف المسكين في عام “الرؤيا” وفِي آخر لحظة وبدراهم مجزاة! لعل بشارة “حج وارث الإمام” يكون هو صاحبها!، لكن خاب السعي ورجع الرجل بخفي حنين أسفا يائسا، أيقن بالخسارة وشهد بالعلامة و البرهان أنه ليس هو!، وهاهم القوم والأنصار لازالو مُصرِّين واهمين: بل هو! هو ولم يكتمل بعد!، وينقضون غزلهم في آن واحد يعلنونها صريحة فصيحة: صحبة الرجل الحي الفرد إنما صحبة طارئة! وليست من منهاج النبوة! ولن تكون مفتاح الخلافة الثانية الراشدة!.
الصحبة في الأمة حاربها وطلقها بالإكراه السفياني معاوية! فانكسر العدل  وغُيِّب الإحسان، والصحبة في جماعة تركها وتولى عنها مرغما ومنكسرا ومغبونا، صاحب الحظ التعيس مدير المكتب وحامل منصب الرئيس!.
سبحان الله! هذه الأيام كم هي خدّاعات وكشَّافات معا!.
والله الحكيم المستعان!.
رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات