المصطفى دلدو**على إثر الاعتداء الذي طال الحارس العام للخارجية ( م.أ ) بالثانوية الإعدادية ابن عربي التأهيلية، عشية يوم الثلاثاء 17-9-2019 ، على يد غريب (!!)، نظم المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء ال (ك د ش ) بتنسيق مع جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات بذات المؤسسة، بحضور أعضاء إقليميون كدشيون، بالإضافة إلى بعض الآباء المستنكرين للحادث، وقفة احتجاجية بساحة المؤسسة التعليمية لمدة ساعة، ابتداء من الساعة 11 والدقيقة 30 صبحا، تضامنا مع الضحية الحارس العام اللامشروط، منددين بهذا العمل الشنيع، ومشجبين لما اعتبروه عمل إجرامي، وضريبة للإخلاص والتفاني في الواجب المهني.
وباعتبار ما حدث أو ما أطلق عيله “فاجعة”، غير مسبوق بتاريخ الثانوية، نتيجة هجوم ممنهج ضد المؤسسات التعليمية العمومية بصفة عامة، وضد مؤسسة ابن عربي خاصة، استنكر الحاضرون ما آلت إليه الحياة المدرسية..
ومن خلال كلماتهم استنكر الأعضاء الكدشيون بكل قوة الاعتداء الهمجي، معتبرين أنه تطاول على حقوق الأستاذ. ثم طالبوا الجهات الأمنية والقضائية بفتح تحقيق محايد ونزيه حول هذه النازلة، كما أكدوا عدم تنازلهم على هذا الملف، وسيعملوا على متابعته، حتى حين اعتقال المتهم وتقديمه للعدالة..
وبإعلان ممثلي جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات تضامنهم، ومساندتهم المطلقة مع الحارس العام ( م.أ )، معتبرين ما تعرض له من اعتداء هو اعتداء على جميع الأطر التعليمية، وكذا فلذات أكبادهم، ويحتفظون لأنفسهم باتخاذ كل الإجراءات النضالية والقانونية في هذا الشأن.
وأشارت دعوتهم لجميع الجهات الأمنية والقضائية بالتصدي لمثل هذه المخاطر، التي أصبحت تحذق بالإطار التربوي.. كما أعلنوا رفضهم لكل أشكال العنف ضد المؤسسات التعليمية العمومية، فيما طالبوا بإعادة الهبة إليها.. داعين جميع الأطر التعليمية برص صفوفهم للحفاظ على تكثل لحمتهم، تحسبا لما هو آت (!!)..
وفي الإطار ذاته، عمت كذلك موجة من الإستنكار والغضب مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب ما وصفه النشطاء ب”غياب الأمن”.. فعلى الجميع أن ينتظرون مثل هكذا تصرفات.. وحتى مناورات الدولة حول التخلي عن دورها للدفاع عن المدرسة العمومية، والتخلي أيضا عن استرجاع هبتها.. وهذا ما أكده وزير التعليم أمزازي في نذوته الأخيرة، حين قال: ” التعليم الخصوصي يجب أن يصل إلى القرى.. وسندعمه..” فإلى أي حد سنتفق معه؟؟
وتعود فصول الحادث / الفاجعة، حسب رواية الأساتذة، حيث بنيت على خطة محكمة، إلى حين انتقال المتهم لمنزل الحارس العام للخارجية ( م.أ )، ونقر بابه.. لحظات فتح الباب، ثم قدم المتهم التحية للحارس العام مشمولا بعناق خادع (!!) ومقدما نفسه على أنه أحد الأقارب لتلميذ كان يتجول لوحده بساحة الثانوية التأهيلية ابن عربي، يوم الثلاثاء 17-9-2019، حوالي الساعة 9 صباحا، مع العلم أن وقت دخول التلميذ للقسم لا زال لم يحن، وسيكون في تمام الساعة 10 والدقيقة 30 صباحا. وفي هذه الحال أخذ الحارس العام التلميذ معه إلى كتبه، واستفسره عن وجوده بقلب المؤسسة التعليمية. ثم شرح بشكل مبسط القانون الداخلي للثانوية أمام التلميذ، ثم أمره بالانصراف إلى خارج المؤسسة إلى حين وصول الوقت المناسب له..
وما إن استدرجه لمسافة، غير بعيدة من مسكنه، عددت بأمتار.. وجه المتهم إلى الحارس العام ضربة بسلاح أبيض على مستوى العنق في غفلة منه، كادت أن تودي بحياته، لولا ألطاف الله.. نقل إثرها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لرتق الجرح الغائر ..
ويشار إلى أن الحارس العام متزوج وأب ل 3 أطفال.. ويتوفر الآن على شهادة طبية تثبت عجزه في 21 يوما..
ولوضع المتتبع للنازلة فإن هناك سبق الإصرار والترصد.. وهما ظرفان مشددان لجريمة القتل العمد.. حيث أن سبق الإصرار هو ظرف نفسي يتطلب التخطيط المسبق والتصميم على ارتكاب الجريمة. اثر سبق الإصرار في العقوبة: هو ظرف ذو طبيعة شخصية لا يمتد إلى الشركاء.
أما سبق الترصد فهو تربص الانسان بالضحية في جهة أو جهات كثيرة خلال مدة من الزمن تسبق ارتكاب الجريمة، فالترصد يعني إعداد وتجهيز أداة الجريمة، وهو واقعة مادية وهو ظرف يتطلب عنصر مكاني. أثر سبق الترصد في العقوبة: هو ظرف ذو طبيعة موضوعية ويمتد إلى الشركاء.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=5747