وانطلقت أولى فقرات المهرجان بإجراء القرعة التنظيمية لانطلاق السربات حضرها مقدمي كل سربة وهي مسالة تنظيمية تجرى في جميع المهرجانات الخاصة بفن التبوريدة ، وعند وصول هذا الخيالة إلى ميدان المنافسة بين سربات الخيول تم إعطاء الانطلاق الرسمي لفعاليات المهرجان.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان شارك فيه أزيد من ثلاثون سربة تنتمي إلى قبائل مجاورة لجماعة الغيات و الجهة بصفة عامة المعروفة بتربية الخيول المحلية ، يجمعها شغف ركوب الخيل والمحافظة على هذا الموروث الثقافي الفني الأصيل الذي أصبح تقليدا بعدما أوشك فن الفروسية التقليدية على الإنقراض بفعل عوامل ظاهرية كالجفاف وغلاء العلف والعصرنة والتطور التكنلوجي وعرف مهرجان هذه السنة حضور جماهير غفيرة وتوافد زوار بشكل مكثف من مختلف الجماعات المجاورة والاقليم بالخصوص وكذلك من بعض المدن المجاورة لمدينة اسفي مثل اليوسفية سيدي بنور الصويرة ، أما عن الخيول المشاركة فقد وصل عددها حوالي 500 فرس ، وتضمن المهرجان رواقات موازية لميدان سباق الخيول اشتملت على رواقات خاصة بفن العيطة ذات الجودة العالية و رواقات أخرى للموروث الثقافي الفني المتمثل في الأهازيج الشعبية والفلكلور العبدي .
و تابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات المهرجان الذي نظم تحت شعار « فن التبوريدة موروث ثقافي متجدد » وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي ، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة و كذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج و عدد من الضيوف و الزوار من خارج المدينة.
وشكل الملذين التقت بهم «جريدة أسفي الأن» شيبا وشبابا، فقد عبر هؤلاء عن إعجابهم بمستوى هذا العرس من خلال أنشطته أو مستوى التنظيم المحكم، كما يرى أبناء وزوار جماعة الغيات أن مثل هذه المناسبات تحتاج إلى الدعم والتشجيع من الجميع، داعين المشاركين في النسخة الخامسة من التبوريدة إلى العناية والحفاظ على الفروسية التقليدية باعتبارها موروثا لابد من الحرص على تطورها وجعلها قاطرة للتنمية المنشودة والتشجيع على هدا النوع من الثرات التي تهتم بالثرات والفروسية.
يشار إلى أن ساحة التباري شهدت تنافسية شريفة بين كل السربات المشاركة والتي تمثل مختلف قبائل الإقليم، وشكل المهرجان مناسبة للفرسان من أجل الاحتكاك والتباري ورفع المستوى وتوحيد الطلقات استعدادا للمنافسات المقبلة.
وفي تصريح للسيد ” عمر محيب ” رئيس جميعة اصالة للتبوريدة بالغيات أكد أن تنظيم النسخة الخامسة هو وليد نجاح النسخ السابقة، مضيفا على أن المهرجان أصبح محركا اقتصاديا جديدا مهما للجماعة والساكنة، وأنه سيعمل بكل ما في وسعه لتحقيق رغبة الساكنة، التي هي بحاجة إلى مثل هذه الفرجة التقليدية. كما هنأ رئيس الجمعية كل المساهمين في إنجاح فعاليات المهرجان، وعلى رأسهم شباب اللجنة المشتركة بين الجماعة والجمعية والساكنة والسلطات المحلية الذين قاموا بتشكيل عدد من اللجان للسهر على نجاح هدا المهرجان وشكر أيضا السلطة المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة ورجال المطافئ وكل من ساهم في نجاح هده الدورة.
وفي تصريح مقتضب لرئيس المجلس الجماعي للغيات: ”’ رشيد محيب ” أكد بأن المهرجان إضافة نوعية و أنه يروم إلى إخراج الموروث الثقافي واللا مادي إلى المنطقة و التعريف به، وتحفيز الشباب لممارسة رياضة الفروسية والعناية بالفرس .وهده السنة شهد حضورا مكثفا لساكنة الجماعة و باقي مناطق الإقليم، بالإضافة إلى أنه عرف مشاركة أزيد من ثلاثون سربة للخيل يمثلون عدد من الجماعات الترابية .ليكون فرصة سانحة لعموم الزوار شيب و شباب رجال و نساء للاستمتاع أكثر بفنون التبوريدة و ركوب الخيل و بالنشطة الثقافية و الترفيهية و الفنية الموازية لذلك.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=5993