ارتأت جمعية شباب القليعة للتنمية بآسفي وبشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بآسفي و Act4cummunity أن تنظم يوما دراسيا في موضوع الشراكة التربوية القائمة على القرب، وذلك تحت شعار: « التعليم مسؤولية الجميع» يوم الخميس 21 نونبر 2019 بالمركب الثقافي – كاوكي- بآسفي. وقد انطلقت أشغال هذا الملتقى صباحا من خلال ندوة علمية وازنة شاركت فيها فعاليات حكومية ومدنية قصد الإحاطة بالموضوع وملامسة مختلف جوانبه التربوية والاجتماعية والقانونية.وقد ترأس هذه الندوة العلمية الأستاذ منير الشرقي الذي رحب في البداية بالحضور وأبرز سياق الندوة ودواعي اختيار الموضوع لما له من أهمية في تطوير المنظومة التربوية المغربية والرفع من جودتها.
ثم ألقى رئيس الجمعية المنظمة السيد أسامة أبو السرور كلمة افتتاحية رحب فيها بمختلف الفعاليات المشاركة في اليوم الدراسي، وأبرز سياق وأهمية التعليم في السياسة التربوية المغربية التي تعتبره أولوية من الأولويات التي تأتي بعد قضية الوحدة الوطنية. ولهذا ترنو الجمعية إلى لم شمل مختلف الفاعلين المحليين، بمختلف انتماءاتهم وتخصصاتهم، قصد التفكير سويا في آلية لتطوير الشراكة التربوية خدمة لجودة التعليم.
وبعدها تناول الكلمة السيد المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي، والتي عرض فيها مونوغرافيا الاقليم من خلال إبراز التوزيع الجغرافي للمدارس وتصنيفها حسب المسالك التعليمة الثلاث. وتشير الاحصائيات التي قدمها أن ساكنة الاقليم بلغت 691983 حسب الاحصاء العام للسكنى لسنة 2014، وأن نسبة الامية بلغت 36.50٪ منها 22٪ بالمناطق الحضرية و51٪ بالمناطق القروية، كما أشار أن آسفي يتبوأ المرتبة الثانية في الجهة بعد مراكش من حيث عدد الممدرسين، الذين يتوزعون على 419 مدرسة عمومية بالإقليم. وعلاوة على ذلك وضح السيد المدير المجهود المبذول من طرف المديرية في تلبية الحاجيات التربوية المتزايدة وتوفير الدعم الاجتماعي للمتعلمين من خلال إبرام العديد من الشراكات مع جهات مختلفة حكومية ومدنية خدمة للشأن التربوي العمومي. وسجل أن المديرية عرفت قفزة نوعية في عدد الشراكات المبرمة خلال السنوات الاخيرة حيث انتقلت من 39 شراكة سنة 2017 لتبلغ 76 هذه السنة 2019.
وبعدها جاء دور مداخلة الأستاذ هشام بونوار رئيس قسم بالمديرية الاقليمية مسلطا الضوء على المرجعيات المؤطرة لمبادرات الشراكات في المنظومة التربوية مسترجعا ما تضمنه الدستور المغربي الجديد من توجيهات حول الشراكة، وما جاء في التوجيهات الملكية السامية في الموضوع، كما أبرز الرؤية الاستراتيجية التي سطرها المجلس الأعلى للتعليم باعتبار الشراكة مشروع مجتمعي جديد يخرط فيه الجميع.
أما في المداخلة الثالثة للسيد عبد الرحيم بناكوزلان رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي الذي اعتبر هذه الندوة محطة لتقويم المنجز الحالي من الشراكات التربوية في أفق تطويرها وإثراء مجالاتها، مشيرا أن الشراكة تتعدى ما هو مادي إلى صناعة روع العمل والقيم المجتمعية النبيلة، ثم تناول بالتحليل مواصفات الشراكة الناجحة وخصوصيتها.
وفي المداخلة الرابعة تناول الكلمة السيد حسن عديلي النائب البرلماني وعضو في مجلس الجهة حيث استهل مداخلته بتعريف الشراكة وتقويم المنجز منها في الواقع مستخلصا أن المغرب لم يزل بعيدا عن الشراكة التربوية الفاعلة والمثالية، وأن الواقع يعكس ممارسات سطحية للشراكة. واستند في طرحه إلى رؤية الدولة للشراكة التربوية، وأنه رغم الارتفاع الملحوظ لميزانية التعليم في السنوات الأخيرة، لا زالت العديد من الاختلالات مستمرة، وهو ما أقر به المجلس الأعلى في كثير من تقاريره السنوية. وقد سجل السيد النائب أن مخرجات المدرسة العمومية لا تتناغم مع محيطها السوسيواقتصادي، وأن الجماعات الترابية باعتبارها شريكا استراتيجيا في الشأن التربوي تواجه على المستوى القانوني سيلا من العراقيل التي تحول دون المساهمة الفاعلة في تنمية المدرسة العمومية.
بعدها تناول السيد عزيز مهندي رئيس القسم الاجتماعي للمكتب الشريف للفوسفاط موضوع العلاقة بين المدرسة والمقاولة مبرزا العلاقة التفاعلية الايجابية التي تجمع الاثنين، واستشهد بالمبادرات الحسنة التي يبذلها المكتب الشريف للفوسفاط بآسفي من خلال إبرام عشرات الشركات التربوية بالإقليم تستهدف مجالات متنوعة وتهدف إلى تطوير والرفع من جودة البنيات التحتية المدرسية والتنشيط التربوي وأيضا الاهتمام بالجانب الاجتماعي والصحي، وبين أن المكتب الشريف يشرف على تبني استراتيجية جديدة تهتم بإدماج التكنولوجيات الحديثة والرقمنة في العملية التعليمية التعلمية من خلال دعم برامج هادفة في هذا المجال.
وفي المداخلة الخامسة أبرز السيد عبدالله كاميل ممثل قسم العمل الاجتماعي بعمالة آسفي دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز الشراكة التربوية بالإقليم من خلال برنامج الدفع بتنمية الأجيال الصاعدة. وفي الإطار نفسه بين المتدخل مختلف المبادرات والمشاريع التربوية التي تشرف عليها عمالة الإقليم بشراكة مع المدارس العمومية أو جمعيات المجتمع المدني.
بينما في المداخلة السادسة والأخيرة فقد أبرز السيد رئيس المنتدى الجمعوي بآسفي عناصر الشراكة التربوية المثالية وعدد أطرافها وأشكالها. داعيا إلى التعبئة الجماعية والانخراط الايجابي من طرف جميع المتدخلين للرقي بالشأن التربوي بالإقليم بداية بالمديرية الاقليمية والمجتمع المدني والتعاون الوطني والشبيبة والرياضة …
وفي ختام هذه الندوة العلمية تم عرض تجربة نموذجية لجمعية الوفاق بإقليم الجديدة التي سعت إلى تأهيل وتنشيط المدرسة العمومية من خلال عقد شراكة تربوية فاعلة ودعم الفعل التربوي في بعده المادي والمعنوي.
وشهد اليوم الدراسي تنظيم ورشتين تكوينيتن في الفترة المسائية الأولى لامست الإطار القانوني لإبرام الشراكة التربوية من تأطير السيد هشام بونوار ، والثانية استهدفت إبراز دور المجتمع المدني وجمعية آباء وأولياء التلاميذ في تحسين جودة المدرسة العمومية من تأطير السيد خالد الذهيبة أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي.
عن المقرر ذ. عبدان عبدالفتاح
المصدر : https://www.safinow.com/?p=6578
