وخاصة عندما تعود إلى واجهة النقاش الأسئلة الحارقة بخصوص “التهميش” الذي تعرفه المدينة العتيقة بأسفي مقارنة، بعدد من المدن العتيقة بمختلف جهات المملكة
هل نهتم بالحيطان….ونترك الإنسان
هل يكفي صباغة الجدار… وترميم الأسوار
أم الإعتناء بالبشر أو الحجر…
فلنضع النوستالجيا على الهامش…
ونتكلم عن…
حكاية المدينة العثيقة بأسفي التاريخية المنسية والمباني المتهالكة…
حيث أنها تعاني المدينة العتيقة في أسفي العديد من الإكراهات، حيث يبقى مشكل الدور الآيلة للسقوط، من المشاكل العويصة التي خصصت لها الدولة ميزانية متواضعة، لكنها لم تنجح في إعادة تأهيل هذه الدور كاملة…تكثر فيها أعدادالعائلات التي تعيش في منازل آيلة للسقوط ولم تتم إعادة بناء هذه المنازل أو ترميمها وذلك بسبب وقف المشروع
كما أن المسؤولين المتعاقبين على المدينة ، لم يستطيعوا العمل على تصور واضح لإبراز هذا التراث الضارب في القدم الذي تزخر به مدينة أسفي. إذ بقيت المدينة بعيدة عن ركب باقي المدن المغربية، بالرغم من موقعها الجغرافي المتميز وتوفرها على مؤهلات طبيعية وعمرانية وثقافية مختلفة.
أماجانب أسوارها التاريخية ، تتراءى للناظر من بعيد كواجهة صخرية طواها النسيان، تركت آثارًا تقاوم رطوبة الزمن، وتجسدت في أبراج متهالكة و بمدافع اثرية بدأ الصدأ يأكلها، إلا أنها سقطت من حسابات وزارة الآثار، وتنتظر دائما هذه المٱثر الصيانة والترميم حيث تعرضت مبانيها وأسوارها للانهيار ومازالت لم تتم فتحها أمام السائحين لتكون أحد المزارات السياحية ،(سجن ضخم ومساكن قديمةوكنائس ومساجد وزوايا وأضرحة ومدارس . صار المكان منطقة طبيعية للحشرات والفران والأفاعي ، ومزارًا لأنواع مختلفة من الطيور البحرية…)
منازل متهالكة في أزقة مختلفة في مدينة العتيقة، قاطنوها يعشون مع أبنائهم وبناتهم، وسط خوف من تساقط هذه المنازل، فبعض هذه المنازل قد تراها في لحظة أنها جميلة من الخارج، إلا أن هذه النظرة سرعان ما تتغير، فجميع هذه المنازل آيلة للسقوط يعيش فيها أفراد لا يملكون وظائف تسد رمق الحياة الصعبة.
قد يعتقد البعض أن منازل العديد وإن كانت ذات بناء جميل في الخارج أن أصحابها يعيشون في قصور داخلها، إلا أن العديد من هذه المنازل آيلة للسقوط، وبعضها تقطن فيها أرامل مع أبنائهن وبناتهن من دون وجود معيل لهذه الأسر
وخاصة قرب موسم الأمطار، تتحول المنازل إلى برك سباحة،
في الوقت الذي مازالت بعض الحجارة تتساقط على الرؤوس بين الحين والآخر، .
.أصبحت المدينة العتيقة بدون روح …
رغم أن المدينة العتيقة تتوفر على مؤهلات تاريخية تمكنها من لعب دور كبير في المجال السياحي…
لكن بسبب التدمير الذي لحق البنية التحتية من اقتلاع الأرضية وتجديدها بأخرى رديئة ،بالإضافة إلى طمس معالمها التاريخية ، كما أن السائح أصبح يجد صعوبات جامه في مكان أخد الصور، بسبب طمس معالم المدينة بالباعة المتجولين ،وتغيير معالم أشهر الأبواب التاريخية للمدينة باب الشعبة الذي أحتلت من طرف باعة المتجولين
وعن الجانب الأمني، يشتكي أغلب سكان المدينة العتيقة مما يعتبرونه ترديا للأوضاع الأمنية داخلها، وخاصة في الفترات الليلية، وانتشار ظواهر سلبية على رأسها قضية الباعة المتجولين التي تنتشر وسط الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة؛ وهو ما يقلق السكان والتجار
أما عن الشأن الأثري يصطدم بمعادلة صعبة وغياب لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، الناطق الرسمي باسم الحكومة – قطاع الاتصال. ، وفي المقابل ما تتطلبه المحافظة على المآثر التاريخية من إمكانات ضخمة، داعين إلى ضرورة توفير تشخيص دقيق لوضعية المآثر قبل الانكباب على معالجة الإشكالات المحيطة بالموضوع، خاصة وان المغرب يراهن حاليا، في إطار مخططاته التنموية الشاملة، على جعل الموروث الحضاري المادي واللامادي عنصرا أساسيا لتحقيق التنمية المستديمة
فالرؤية الخاصة بتنمية المدينة تنبنى على البشر لا الحجر” ،
هو الطريق لبناء مجتمع متعدد ومنفتح يقوم على المشاركة والتعاون، مشددا على أن المسؤول السياسي والقائم على تدبير الشأن العام لا يجب أن يبقى في برج منعزل عن واقع الساكنة، “بل عليه أن ينزل ليعايش الناس حياتهم ويطلع على واقعهم،ويهتم على الأقل بالنظافة
اذا لم نحافظ على البشر، فلاقيمة لاي حجر منحوت نحافظ عليه ،ونبكي ونتأسف عليه …
لا شيء يعوض خسارة إنسان، ولا أستطيع أن أتصور إطلاق لفظ «متحضر» على إنسان يقدر الحجر أكثر من تقديره للبشر، فالبشر هم من أقاموا الأسوار والأبراج والأبواب والمساجد و الكاتدرائيات …
و التجارب تقول ان اجدادنا كانوا مبدعين فعلا، وحققوا انجازات أقرب الى المعجزات في أوقات معينة ،و بإمكانيات محدودة جدا وبوسائل بدائية،
فقد آن الأوان الى أن يرث هدا الجيل دلك التراث ودلك الابداع الانساني الراقي . وما يؤسف له الآن أنه حتى هدا التاريخ وهدا التراث العظيم تم اهماله من قبل أهله وأصحابه ، هذا الإهمال الجسيم يجعلنا نطرح هدا التساؤل الأليم فعلا هل صحيح أن هدا الجيل اليوم هم أحفاد أولئك العظماء الدين تحدوا الصعاب وأقاموا أجمل مدينة ؟؟؟
ــــــــ المدينة الذي سماها ابن خلدون حاضرة المحيط الاطلسي والتي تعتبر أقدم المدن المغربية تاريخيا ـــــ
نبيل الموذن
المصدر : https://www.safinow.com/?p=6848