مركز عبدالله العروي للبحث العلمي والإبداع بالشماعية ينظم اللقاء الثقافي الأول تحت شعار :”التجاور في الإبداع “.

مركز عبدالله العروي للبحث العلمي والإبداع بالشماعية ينظم اللقاء الثقافي الأول تحت شعار :”التجاور في الإبداع “.

-أسفي الأن
2020-01-10T15:51:31+01:00
مع الجماعات
-أسفي الأن10 يناير 2020آخر تحديث : الجمعة 10 يناير 2020 - 3:51 مساءً
 -
عبد الجليل لعميري ** نظم مركز عبدالله العروي للبحث العلمي والإبداع بالشماعية اللقاء الثقافي الأول، ضمن برنامجه الجديد لسنة 2020،واختار له شعار :”التجاور في الإبداع “.وذلك يوم السبت 4 يناير 2020 بدار الشباب الشماعية.كان ضيف هذا اللقاء الثقافي الأول :الأستاذ المبدع والباحث محمد اشويكة.
افتتح اللقاء بكلمة المركز التي رحبت بالضيف والحضور،واستعرضت أنشطة المركز واهتمامه بتنشيط المشهد الثقافي للمدينة. وتابع، بعد ذلك الجمهور،  (بورتري )عن الضيف وأهم أعماله المنشورة في مجالات القصة والنقد والدراسات السينمائية. ثم انتقل الجميع إلى متابعة حوار مع الضيف محمد اشويكة أجاب من خلاله عن أسئلة مرتبطة بالمحاور الاتية:
1/الكتابة الإبداعية :مغامرات التجريب والتجديد في القصة القصيرة.
2/الكتابة النقدية الادبية :أسئلة الناقد وعلاقتها بأسئلة المبدع؟
3/الاهتمام بالسينما :سواء كخطاب تعبيري وبناء ثقافة سينمائية.
أو كموضوع للدرس والتحليل  (النقد السينمائي ).
أو ككتابة للتعبير بأداة أخرى مختلفة عن التعبير القصصي  (كتابة السيناريو ).
4/التنشيط الإعلامي وإنتاج برنامج ثقافي :دور الإعلام في رفد الثقافة ونشرها وترسيخ قيمها.
5/الفلسفة :وعلاقتها بكل هذا التجاور في التجربة، و مكانة القراءة في تأسيس التجربة الإبداعية والثقافية. .وقد ركز الأستاذ اشويكة في إجاباته على أهمية الطفولة في تشكيل الذات، وتوقف عند تجربة الكتابة القصصية عنده وارتباطها بالبحث عن قصة مغربية جديدة بطعم مختلف وتقنيات تجاور بين القائم من الأعمال القصصية والممكن الذي ينفلت من الجاهز و القيود النظرية المكبلة للابداع.وهنا استعرض الضيف تجارب الجماعات الأدبية المغربية التي اهتمت بأسئلة القصة القصيرة والتي انخرط في بعضها مثل نادي القصة القصيرة براسة الراحل محمد زفزاف، والذي نوه به الأستاذ اشويكة. وتوقف أيضا عند تجربة الكولزيوم التي ظهرت في مطلع الألفية الجديدة والتي قامت على أساس  (الالتقاء من أجل تدبير الاختلاف )،حيث لم تكن إطارا رسميا موحدا بقدر ما كانت إطارا يتحدى المؤسسة الرسمية ووصايتها ويدبر الاختلاف من خلال تجريب تقنيات تتعدد بتعدد المنخرطين في الجماعة. وأشار الضيف إلى أهم المفاهيم التي اطرت تجربته هذه خصوصا إدماج المعطى التكنلوجي الحديث أي المعلوميات والأنترنيت في الكتابة القصصية الجديدة باعتباره عنصرا مؤثرا في إنتاج القصة وتلقيها بعيدا عن السياق التقليدي السائد. وهنا ولد مفهوم  (التكنوقاص )الذي ظل حاضرا في أعمال محمد اشويكة حتى بعد توقف تجربة الكولزيوم سواء من خلال عمله صمت الآلهة أو الكراطيط.
وأكد الضيف على أهمية الوعي النقدي في كتابة القصة وسماه  (بالتامل )بعد أن نفى عن نفسه صفة الناقد المتخصص كما هو معروف في الأدبيات الغربية (متابع متفرغ ومتخصص ويستطيع أن يعيش من مداخيل عمله ).هذا التأمل في المفاهيم والتعرف على تاريخ القصة وتحولاتها يساهم في الإختيارات الفنية للمبدع خصوصا إذا كان حاملا لمشروع تجديدي يطمح إلى القصة لحظة غير مكتملة ومفتوحة على اللامتوقع. وعن تجربته في السينما والنقد السينمائي قرب الضيف الحضور من أجواء ولادة اهتمامه بالثقافة السينمائية من خلال علاقته بعمه واكتشاف لفضاء قاعة السينما منذ طفولته ومغامرة السفر من القلعة إلى مراكش لاكتشاف ألوان أخرى من قاعات السينما والأفلام. وتجربة النادي السينمائي ودورها في بناء وعيه بالصورة، هذا الوعي الذي كبر وتطور خلال الدراسة الجامعية وأصبح انشغالا واشتغالا اكاديميا سواء كقراءات نقدية للسينما المغربية والعربية أو كبحث اكاديمي  (إنجاز بحوث جامعية وإعداد دكتوراه).وانتهى الضيف إلى التأكيد على أهمية الثقافة الفنية والقراءة في بناء مجتمع المعرفة والشخصية المتوازنة. مشيرا إلى أهمية الفلسفة التي درسها بالجامعة ودرسها بالثانوية ووظفها في البحث العلمي. واعتبر أنها أنقذته من الضياع المعرفي والسقوط في الدوغما واجابت عن كثير من أسئلته الوجودية. وعن التلفزة والثقافة أشار إلى أن التلفزيون يمكن أن يكون وسيلة لترسيخ الثقافة نظرا لخطورته وقدرته على بناء صورة رائجة للشخص المشتغل بالثقافة (مسألة النجومية ).كما أنه اعتبر تجربته الإعلامية الثقافية رهان على الوصول إلى الإبداع في كل مراكزها وهوامشه واكتشاف أكبر قدر من الطاقات الإبداعية والثقافية المنتشرة في ربوع الوطن وتثمينها. ولم يخف الضيف اكراهات العمل الإعلامي ومنافسة البرامج الترفيهية السائدة للبرامج الثقافية القليلة. واختتم الضيف اللقاء بالتأكيد على أهمية القراءة والتربية الفنية معتبرا الكتابة في المغرب قضية نضالية لأن الكاتب محكوم عليه بالتضحية من أجل التعبير عن رأيهومواقفه.وقد فتح نقاش مع الجمهور الحاضر تفاعل فيه المتدخلون مع ما طرحه الضيف من أفكار. وتخلل الجلسة لوحات مسرحية ميمية  (نادالروافد )وغناء  (سلمى الطاهري )وقراءات زجلية شعرية لكل من :هشام لعبودي ومحمد المومني وسناء خلق وعبدالجبار الساكت وادريس بلعطار.
 وقد اختتم اللقاء الثقافي الأول لمركز عبدالله العروي للبحث العلمي والإبداع بالشماعية بحفل توقيع لبعض كتب الأستاذ محمد اشويكة.
فشكرا للأستاذ محمد اشويكة الذي ساهم في هذا اللقاء وتفاعل مع الحضور بنشاطه المعهود. وشكرا لكل الفعاليات الجمعوية التي حضرت وساعدت المركز على إنجاح اللقاء الثقافي الأول. وأخص بالذكر جمعية المواهب بجميع أطرها، ونشكر الأخ عبد الغفور البوعناني على الاستضافة وإنجاز اللوحات المسرحية الجميلة. كما نشكر إدارة دار الشباب على توفيرها للظروف الجيدة للقاء وانخراطها الإيجابي في الدعم والمساعدة. شكرا لجمهور الشماعية والاقليم على دعمه للعمل الثقافي المحلي. كان تجاور الإبداع والفعاليات والأجيال رائعا في هذه الأمسية الجميلة. وإلى لقاء ثقافي مقبل. 
 
رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات