بقلم عبد الله الضرسي ** من يتذكرسوق الخميس الذي كان يقام كل اسبوع في سيدي واصل في الخمسينات مقابل محطة القطار، قبل ان يتحول الى سوق الاثنين في منطقة الكورس.
و موسم عاشوراءو(النواعر)الخشبية في كدية سي حمزة.
و سرك عمار ب(أخزانته) الكبرى وحيواناته المفترسة وملحقات الفرجة التي كانت ترافقه كسرك اليانصيب ومسيّرته الراقصة و المثيرة آنداك (ماريا كرستينا).والملقبة بالبيضاوية التي كانت تداعب الافعى في قفص من الزجاج.و دراجة حائط الموت النارية التي يشد صاحبها انفاسنا من شدة الخوف…
وايام الحلاقي التي كانت تقام كل صباح بجانب البقعة المجاورة للرحبة،قرب مطرح النفايات.من يتذكر الحكواتي سي اعلي والذي كان في نفس الوقت يبيع الاعشاب.والحلايقي الملقب ب زبيدة و الطاهر المراكشي مروض الافاعي والذي انتهت حياته على يد واحدة من الافاعي الاليفة لديه.وابن ابراهيم الملاكم صاحب اليد المعقوفة؟
وايام باب الشعبة والحلاقي التي كانت تقام هناك في موسم شبه يومي حتى اخد الزمن يزيلها شيئا فشيئا من كلا المنطقتين معا.
من يتذكر افلاما هندية لشدة اعجابنا بها تغنينا باغانيها فترة طويلة:منكالا و امنا الارض و ديل دكهو وجنكلي وابطالها دليب كومار وشامي كابور…وافلام عربية واجنبية في قاعات الاطلس والملكية على الخصوص،وقاعات الروكسي ومرحبا.وحيث كان الدخول للسينما يعد متعة ما بعدها متعة!!!
من لا زال يتذكر ايام (الفتوة) في آسفي،الملقب بالزقيوة ابن تراب الصيني والذي انتهت حياته مع الاسف بالرمي بالرصاص.والملقب ب (مكاو) ابن سي الطاهر تاجر المتلاشيات. و(الزعيم)ابن تراب الصيني ايضا المفتول العضلات والذي توالت عليه النوائب حتى اصبح مطروحا في الخلاء جثة هامدة .والمسمى حميد الماكري الذي قتل بين صخور الشاطئ وآخرون ممن راحو ضحية التهور والاندفاع الجنوني…
من يتذكر كثرة الكتاتيب القرءانية والتي مع الاسف لم يفد اصحابها امثال هؤلاء الشباب بشيء في انقاد زهرة شبابهم من الضياع:كتاب سي الصديق.وكتاب سي المختار وكتاب سي ياسين وكتاب سي موسى وكتاب سي الكانوني وكتاب سي اعلي وكتاب الدريبة المزوقة،وكتابان آخران في اهرايت البيض.فقط إجترار لآيات من كتاب الله الكريم دون فهم ولا شرح ولا استيعاب.
من يتذكر عدد الخمارات التي كانت منتشرة ما بين الميناء مرورا بسيدي بوذهب وشارع الرباط ومنطقة الروكسي وهرايت البيض والتي كان عددها يتجاوز عشرة خمارات اضافة الى مستودعات البيع بالجملة و التقسيط،والتي لا ادري اي سبب وجيه كان يدعو لتواجد مثل هدا العديد منها في هده المنطقة بالخصوص؟!!!
من يتذكر ايام فاتح ماي و خروج النقابات او على الاصح الاحزاب التابعة لها تلك النقابات،كحزب الاستقلال و حزب الاتحاد الوطني للقواة الشعبية في استعراض منظم مصحوب برعاية أمنية شاملة.
اشياء كثيرة مرت ولا زالت اشياء اخرى تمر في مدينة لم يطلق عليها المهتمون بشأنها اسم حاضرة المحيط عبثا.مدينة تتألم في صبر من اجل كل من يقطن ارضها ، فتمنح الخير والسعادة ولا تطلب الا الراحة والهناء لكل من يمر منها.تاريخ حافل بكل الاحداث،وحاضر مملوء بالتنهدات.وامل في الله وفي كل من تولى شأنها ان تصبح في احسن حال.
الوليدية في11ينائر2020
ع.الضرسي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=7210