رشيد بوشوك**تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للجمباز،أقيمت مؤخرا البطولة الوطنية للجمباز للآلات فئة الشبان و الكبار بقاعة لمحاميد للجمباز بمراكش 02 فبراير 2020 ، و قبل أن أسترسل في سرد أطوار هذه البطولة و أسباب تألق أبطال الجمعية الرياضية للجمباز بآسفي بها،
أود أن أتقدم بالشكر لليد البيضاء لرئيس الجامعة الملكية المغربية للجمباز السيد عبد الصادق البيطاري الذي ساهم في هذا التألق كونه أقرض أو قدم جهازين بالمعايير المتعارف عليها تفتقدهما الجمعية، و أبى أن يسترجعهما إلا بعد نهاية البطولة، و بذلك يكون ساعد هؤلاء الأبطال على التمرن في ظروف جيدة و ساهم بشكل كبير في تألقهم و اعتلاءهم منصات التتويج، وهي نقطة تحسب له كونه يساعد الجمعيات التي تنتسب لهذه الرياضة و تعاني مشاكل و خصاص في المعدات، همه الرقي بهذه الرياضة وطنيا و الإبحار بها عالميا.
عرفت هذه المشاركة عودة الفريق العريق في هذه الرياضة فريق أولمبيك اليوسفية للجمباز مما أعطى لهذه المنافسة نكهة خاصة حيث احتدمت المنافسة و كانت شرسة، و تميزت هذه البطولة بارتفاع المستوى الذي أبان عليه غالبية المشاركين. شاركت جمعية الجمباز لآسفي حديثة التأسيس لأول مرة بثلاث ممارسين حاتم بوشوك في جهاز الحلق و طاولة القفز و جهاز المتوازيان، حسام بوشوك مثل الجمعية في جهاز حصان الحلق و العمود الثابث، في حين شارك فاروق الوزاني في جهاز طاولة القفز و العمود الثابث.
هذه النجوم المسفيوية أبت إلا أن تلمع و تتلألأ في المدينة الحمراء و تضئ بنورها جميع ربوع المملكة لتعلن أنها قادمة و بقوة، كان تمثيل هؤلاء الأبطال جد مشرف بالنسبة للجمعية و بالنسبة لمدينة آسفي حاضرة المحيط التي لم تعرف تتويجا في فئة الشبان عبر تاريخها الرياضي لهذا النوع، جاءت نتائج تتويج هؤلاء الأبطال الذين كتبوا أسماءهم في الدفتر المسفيوي لهذه الرياضة بماء من ذهب كالتالي :
⁃ ميدالية ذهبية للبطل حسام بوشوك في جهاز العمود الثابث.
⁃ ميدالية فضية للبطل فاروق في جهاز العمود الثابث.
⁃ ميدالية فضية للبطل حاتم بوشوك في جهاز القفز على الطاولة.
⁃ ميدالية فضية للبطل حاتم بوشوك في جهاز المتوازيان.
هاته النتائج جاءت بفضل الله أولا و بفضل بصمة تركها إطار كفؤ هو السيد عبد الكريم ساتور، و الإرادة و الصلابة اللتان أبان عليهما هؤلاء الأبطال، تتلمذوا و شربوا الحرفة عنه، رغم انسحابه من التدريب إلا أن هؤلاء الأبطال لم ينفصلوا عنه و ظل يمدهم بتعليماته و نصائحه إلى آخر يوم قبل إجراء المنافسة، اختار لهم الأجهزة التي نافسوا فيها، و اختار لهم سلسلة الحركات التي قدموها في البطولة، كان يعاين الأشرطة المسجلة لفترات التداريب للوقوف على الأخطاء و الصعوبات التي يجدونها في تنفيذ الحركات، و قد حذف من هذه السلسلة في آخر يوم خلال جلسة وضع اللمسات الأخيرة معهم بعض من هذه الحركات
التي حسب منظوره الثاقب لم يوفقوا فيها و مازال أمامهم وقت لإتقانها، و عوضها بأخرى أقل صعوبة، كان همه أن يؤدوا حركاتهم بسلاسة و إتقان و أن لا يرتكبوا الأخطاء، كما كانت نصائحه الأخيرة تنصب على الجانب النفسي أكثر من الجانب التقني، كل هاته الأشياء مجتمعة هي التي جاءت بهاته النتائج التي يعتبرها المتخصصون في هذا الميدان أنها سابقة و مفخرة لحاضرة المحيط كما سماها ابن خلدون.
خلال فترة الإحماء تنبه لهم عدد من المدربين الذين يشرفون على فرقهم و بادروهم بالسؤال عن اسم مدربهم لأنهم لمسوا البصمة المعروفة للإطار الكفؤ عبد الكريم ساتور فيهم، لقد أبهروا و متعوا و استمتعوا بسلسلة من الحركات الصعبة أدوها بفائق الدقة و الإتقان و تربعوا على قمة التخصصات التي اختاروها، و لأكون موضوعيا فلن أنسى الإطار إسماعيل كهكة و رعايته لهؤلاء الأبطال و مساندتهم لهم، لدى أتقدم له بالشكر و العرفان على وقفته معهم، كما لا ننسى مساهمة و مساعدة المندوبية الإقليمية للتربية الوطنية و أشكرها في شخص المندوب الإقليمي السيد زمهار الذي ساهم في إزالت العراقيل البيروقراطية و وفر للجمعية قاعتين للتداريب بكل من ثانوية الخوارزمي و ثانوية الإدريسي، و قد أبان مديرا هاتين المؤسستين التعليميتن على تفهم كبير و أعطوا من وقتهما الشئ الكثير، لدى أشكر السيد خالد الكيزاوي مدير ثانوية الخوارزمي الذي تعامل مع الجمعية بمرونة كبيرة و تفهم و سمح للممارسين بالتمارين يوميا عند اقتراب موعد البطولة رغم الإكراهات، و كذلك السيد مدير ثانوية الإدريسي السيد محمد غناي الذي يرحب بِنَا دائما بابتسامته المعهودة رغم الإزعاج الذي نسببه له في كثير من الأحيان، كما أتقدم بالشكر لأعضاء مكتب الجمعية و الأطر التقنية و لكل من ينتمي للجمعية و كل من ساهم من بعيد أو من قريب في هذا التألق الغير مسبوق، و لأنني لم أَجِد المساحة الكافية في ظل هذا الزخم الهائل من المتعاطفين الذين قدموا يد المساعدة للجمعية تركت مسك الختام للآباء الذين غمروا هؤلاء الأبطال بحنانهم و عطفهم و تكبدوا عناء استقبالهم ليلا على مشارف المدينة، كان استقبالا رائعا بكل المقاييس، عبروا بهذا الإستقبال عن تماسك وتآزر لا مثيل له، قدموا الحليب و التمر و الورود و ادخلوا البهجة و السرور على القلوب، و لهذا لن يفي شكري لهم بحروف و كلمات بكماء بقدر الأحاسيس الفياضة التي تقاسمناها معهم في تلك اللحظات، لهؤلاء أقول نحبكم في الله، وحفظكم الله لنا .
رشيد بوشوك
المصدر : https://www.safinow.com/?p=8198