التقاعد ..بداية سنوات الضياع

التقاعد ..بداية سنوات الضياع

-أسفي الأن
2019-01-14T07:35:35+01:00
الشأن المحلي
-أسفي الأن20 نوفمبر 2018آخر تحديث : الإثنين 14 يناير 2019 - 7:35 صباحًا
AAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAA -

بوجه مبتسم يضمر سحرية من الواقع، و إيماءات تعكس اقنوط منه، يتحدث م. أ (61 سنة) عن التقاعد المرحلة التي وصفها بـ (العبء)و بنظرات متفحصة ، يتساءل عن معنى الضمان الاجتماعي عن لم يضمن الاستقرار النفسي و الاجتماعي للمتقاعد الذي حينما يعيد شريط حياته، يكتشف أن السنوات صرفت في العمل فتهالكت قواه ليكون وحده المسؤول عن خيبات أمله ، بعدما استوفى دوره في العمل .

بانفعال يفيد م. أ (متقاعد عن العمل ) أن نفسية المتقاعدين كثيرا ما تكون مضطربة يحاول معها خلق أجواء تعفيه من الضجر الذي يشعر به (مضيفا بنبرة حائرة أن مصير المتقاعد يبقى رهينا بمجرد تقاعده، و لأن الآخرين قد ينظرون إليه على أن لا جدوى من خدماته، فهذا يصيبه بالإحباط يذكر م ذلك، مسترسلا في الحديث على نحو ينم عن غيرة إنسانية على أناس تقاعدوا عن الاستمتاع بالحياة، بمجرد تقاعدهم عن العمل، ما عبر عنه القول إن المتقاعد متخلى عنه اجتماعيا ، يطاله الإهمال بعد تفرغه من العمل و الإدارة تتحمل أيضا المسؤولية في ذلك، موضحا أن العامل محتاج على الدوام إلى حوافز نفسية تهيئه للتجاوب مع وقاع ما بعد تقاعده عن العمل حتى يوقن أن دوره في المجتمع لم ينته بعد، و أنه ما زال قادرا على خدمة المجتمع.

موعد لا مفر منه

و بينما يحكي م . أ عن مشاغل المتقاعدين ، استحضر لحظة إخباره بموعد تقاعده ، الذي قال عنه أنه كان بمثابة صاعقة ، أربكته و أفقدته الشعور بالاستقرار، خاصة أنه أثناء مغادرته لمقر عمله نهائيا، لم يلمي أي امتنان أو اعتراف بعطاءاته و مجهوداته لأكثر من 28 سنة في إشارة إلى أن الإدارة أقل ما يمكن ان تقدمه للمقعد الاحتفاء به و التنويه بخدمات قدمها لسنوات طويلة صالح المؤسسة، حتى تمنحه ذلك اليقين بأن ما هو أت أفضل مما مضى، غير أن المتقاعد ، حسب رأ] م. أ، يجد نفسه في دوامة من الفراغ و القنوط لغياب دعامات نفسية و اجتماعية ، ما يرسخ لدى بعض المتقاعدين أن لا نفع منهم ماداموا قد تقاعدوا عن العمل مادام سنهم المتقدم يشهد على ذلك.

بينما يحاول م. أ، رصد معاناة المتقاعد، يوافقه محمد البيضاوي في ذلك، موضحا بدوره أن المؤسسة التي ينتمي إليها العامل، هي المسئولة الأولى عن مصير المتقاعد بعد مغادرته لها، فضمان سكن له طيلة اشتغاله بتسهيلات مادية، و مد العون إليه و تخفيف العبء عنه في السنة الأخيرة من عمله بالمؤسسة، و الأعداد القبلي لملف تقاعده و مستحقاته ، إلى جانب تخصيص غلاف مالي له، كلها أمور تحفز المتقاعد على الاستثمار من جديد في مؤهلاته و كفاءته بما يخدم مجتمعه ، بدل أن يقتنع مع ذاته، أنه صار ثقلا على الجميع بمن فيهم المقربون منه.

الجلوس في البيت

يستشهد العبدي بوضعيته ، التي ذكر أنها أحسن حالا مقارنة مع بعض المتقاعدين ، فهو و إن كان قد تقاعد في سن الخامسة و الخمسين ، تأتت له عدة امتيازات أهمها توفير السكن ، و كذا الإبقاء على أجرته مع زيادات مادية تتلاءم و ازدياد حاجياته اليومية “دون ان يغفل  العبدي الإشارة إلى أن المؤسسة عليها أن تظل على اتصال بعمالها المتقاعدين بين الفينة و الاخرىن رفعا لمعنوياتهم و تأكيد منها، ان قيمتهم الاعتبارية ما زالت واردة في إطار تقديم خدمات تحقق لهم ضمانا اجتماعيا ليخلص م.ا العبدي بنبرة جادة إلى أن كلمة التقاعد تؤكد أن العامل وصل إلى مرحلة الجلوس في البيت، و لم يعد يرجى منه شيئا، في حين استحسن الكلمة الاسبانية خوبيلانثيون، و عن كانت ترجمة للتقاعد، فهي تتضمن مفهوم السعادة و الاستمتاع بالحياة، أي أنه حسب إفادة العبدي على العامل الذي تفرغ للحياة ، أن يعيش على نحو يكسبه الثقة في الذات و يمنحه السعادة فيها ليختتم كلامه بنبرة جادة “الله يجعل أخرنا أحسن من اولنا”.

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات