هناك مقولة مأثورة تقول ” طفل اليوم رجل الغد” كما يعلم الجميع، فالأطفال و من بعدهم الشباب، هم مستقبل الأمم، و عندما نلقي نظرة عامة على أحوال الأطفال و الشباب المغربي اليوم ذكورا و إناثا سنكتشف من أول وهلة أن مستقبلنا يوجد فعلا في خطر.
في الشارع و ساحات المدارس و داخل الحافلات كما في القطار، يمكن أن نستكشف كيف سيصير مستقل المغرب القريب عندما يصير هؤلاء الأطفال و المراهقون و الشباب المستهترون بكل شيء و أي شيء و في مناصب المسؤولية عندما يكبرون ،وقتذاك سيصير حال بلدنا أسوأ بكثير مما هو عليه ألان، لذلك يجدر بنا أن نعترف منذ ألان بأن كارثة عظيمة تنتظرنا في المستقبل الحولي اللي غادي ينطحنا باقي كايرجع للور باش الضربة تكون قاصحة مزيان.
تصوروا مثلا، كيف سيصير حال المدرسة المغربية عندما يصير تلاميذ اليوم مدرسين و أساتذة بعد عشر أو خمسة عشر عاما فإذا كان حال هذه المدرسة اليوم، من التعليم إلى التعليم الجامعي يدعو إلى الشفقة و الرثاء، فلنا أن نتصور كيف سيصير حال التعليم المغربي، و المدرسة المغربية و من خلالهما المستقبل المغربي برمته عندما سيصير هؤلاء التلاميذ أساتذة و هم الذين صار الكثير منهم مفصولين عن العالم تماما، بسبب المعجون و القرقوبي و غيرهما من أنواع المخدرات التي صارت جنبات المدارس العمومية سوقا رائجة لها؟ و حتى التلاميذ الذين يدخلون إلى الأقسام وهم في حالة طبيعية، فإنهم و بسبب الوضع الكارثي الذي وصل إليه التعليم في بلدنا، يحملون فوق أكتافهم رؤوسا فارغة من العلم، و من المعرفة، و من كل ما هو مفيد و إذا كان أساتذة ومدرسو اليوم، الذين يدرسون الجيل الحالي، لديهم نصيب من العلم و المعرفة، و مع ذلك وصل المستوى التعليمي إلى الحضيض، فإن أساتذة و مدرسي المستقبل الذين سيشكلون من تلاميذ و طلبة اليوم، سيتكلفون بدق أخر مسمار في نعش التعليم المغربي، و إذا لم يتم تدارك الأمر فما علينا سوى أن نصلي صلاة الغائب من ألان على روح هذا التعليم الذي يحتضر في صمت، وحنا مربعين يدينا كانتفرجو عليه.
قد يكون في هذا الكلام كثير من التشاؤم لكن الواقع هو الذي يفرض ذلك بقوة فسياسة إخفاء الرأس في الرمل كما تفعل النعامة لا تجلب سوى الكوارث و ما أحوجنا اليوم إلى كثير من الصدمات العنيفة لعل وعسى أن نستيقظ من سباتنا الذي يوازي سبات أصحاب الكهف، و ندرك أننا سارون بثبات في الطريق المؤدي مباشرة إلى الهاوية هؤلاء الشباب الذين نعول عليهم لبناء مستقبل هذا الوطن يجب إعادة تأهيلهم ة تعليمهم، بل وحتى تربيتهم إما ‘ذا تركنا الأمور و تسير على ما هي عليه اليوم، فإن بناء مستقبل بلدنا سيكون كمن يبني عمارة من مائة طابق على أعمدة غير مزودة بما يكفي من الاسمنت و الحديد، و التي مهما طال صمودها فإن انهيار سيكون مآلها في نهاية المطاف، الشباب المغربي بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة من جميع النواحي حتى يكون صالحا لشيء ما. أما ألان فالواقع يقول مع استثناءات قليلة طبعا، غنه ما صالح لوالوا !.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=849