تركز تناقش الرهانات الجديدة

تركز تناقش الرهانات الجديدة

-أسفي الأن
2020-06-03T18:52:58+01:00
اراء بلاقيود
-أسفي الأن3 يونيو 2020آخر تحديث : الأربعاء 3 يونيو 2020 - 6:52 مساءً
تركز تناقش الرهانات الجديدة
6554 - عثمان الودنوني ** يدور نقاش صحي في قبيلتي تركز بالصحراء المغربية حول تجديد آفاق العمل المنظم المتعارف عليه من أجل رعاية المصالح العليا للقبيلة، و بين الحوار و النقاش المتبادل و الآفاق المنتظرة و الرهانات الإستراتيجية للقبيلة، ينخرط أبناء العمومة حفدة الولي الشيخ عبد الرحمان الركاز سليل التابعي الجليل عقبة بن نافع الفهري الفاتح الأول للمغرب الأقصى و شمال إفريقيا و مؤسس مدينة القيروان بتونس خلال القرن الأول الهجري، ينخرطون من أجل تمتين الروابط بين الأجيال و صناعة مرحلة جديدة تأخذ بين الاعتبار المستجدات المجالية و العائلية لأبناء القبيلة و رهاناتها في الحاضر و المستقبل.
جيل الشباب الجديد حالم بأهداف كثيرة مشروعة ينسج من خلالها افاقا واعدة لمستقبل حضور القبيلة، كما يعد تصورا منظما من أجل تحقيق ذلك، و في المقابل اهل الحكمة و الشيوخ و الأعيان يتابعون الردود و يوجهون خبرتهم و قصصهم و رؤيتهم للتصور العام الحاضر و المستقبل وهم عارفون بشعاب الأمور و يملكون مفاتيح خير عديدة،
احيان لا يكون هناك خلاف في التوجه العام لكن الإندفاع في الردود يحيد بالنقاش إلى ثنائيات وخلافات عادية في نقاشات الزمن القريب او البعيد للقبيلة.
انا شخصيا مقتنع بالوجهتين معا إيمانا عميقا و راسخا ان رؤية التجديد في ترميم صرح القبيلة شيء إيجابي و مقبول، و الحفاظ على أعراف التنظيم و تقدير اعيانه حق وواجب لا يقبل المزايدة و بين الضفتين انتظارات و رهانات يأمل أبناء القبيلة و اعراشها ان تعود من الزمن الجميل إلى حاضر العمق الجغرافي لقبيلة عوينة تركز الذي ينخرط في نقاشه الجميع بهدوء و حكمة و بصيرة و هذا هو المطلوب.
إذ لابد في مثل هاته الازمة الصعبة ان نحيد بالعقل إلى وجهة التوازن دون المس بحقوق أبناء العمومة في التعبير عن الرأي، كما لابد في مثل هذه النوازل و المستجدات المنتظرة، ان نكفل لجميع المختلفين حق الرأي الآخر، و قبيلة تركز لم تكن ابدا في مسارها التاريخي النبيل لأن تعجز عن احتواء و حضن الرأيين معا، فقبيلة الولي الشيخ المجاهد المستجاب عبد الرحمان الركاز قدمت عبر التاريخ أرقى المقامات و صنعت اعتد الملاحم و احتفأت بالصحراويين أبنائها الرعايا الأوفياء في كل مكان عبر العالم وكانت عبر عصور خيمة راقية كبيرة تجمع ابنائها .
فحان الوقت اذن لدخول مرحلة جديدة مرتبطة بتاريخ القبيلة و شيوخها، كما حان الوقت ليتسلم الشباب زمام المبادرات و المحطات المقبلة من أجل الجيل المقبل الذي ينتظر من شجرته ان تثمر و تزهر و تظلل على أبنائها ففي نهاية الأمر و المطاف لابد من العودة إلى الواجهة القديمة التي كانت اضاءتها تملأ الآفاق ضياء و انوارا.
ان التاريخ العريق يخجل من تطاحنات الحاضر الأليم و لا يفهم مبررات الإبعاد و الإقصاء و التجاهل، وانا لا أعتقد أن قبيلتي وصلت إلى هذا الحد من الجفاء بين أبنائها، لكني أومن ان الخلاف الدائر حاليا مازال تحت السيطرة و مقدورا على اذابة جليده، فيكفي ان نستحضر مجالس تركز في كل مكان و حين، لندرك عمق زاوية تركز في قلوب التركزيين، و صورها الراقية التي قدمتها للعالم عبر العصور.
على العموم الحمد لله ان النقاش حاليا في أفق تشكيل مجلس جديد للقبيلة لم يصل لحد التصادم لكني أجد في النقاش الدائر بين أبناء العمومة لحظة تاريخية جميلة تمتلئ خيرا و حبا لإستعادة الزمن الجميل، و كل الأفكار و الردود المطروحة في خيمة تركز صحية وواقعية من أجل تماسك اوتادها وإعادة تزيينها، كل شيء يبدو مهيئا لتحقيق ذلك و كل الظروف مواتية، عاشت تركز و عاش أبنائها الرعايا الأوفياء.
رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات